رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوعطيوى لـ"الدستور".. انتقادات نتنياهو لإدارة بايدن ستؤثر على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية

ثائر ابو عطيوي
ثائر ابو عطيوي

قال ثائر أبوعطيوي الكاتب الصحفي الفلسطيني إن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة متزايدة، خاصة بعد انتقاد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عقب فيديو نشره يتهم به واشنطن بحجب شحنة الأسلحة.

وأوضح أبوعطيوي أن هذا الخلاف يأتي في ظل تأكيد السفير الأمريكي لدى إسرائيل "جاك ليو" أن تصريحاته غير صحيحة، حيث استعرض السفير الأمريكي جميع شحنات الأسلحة التي تم نقلها لإسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.

أبوعطيوي: إدارة بايدن محبطة من تصرفات نتنياهو

وقال أبوعطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه نتيجة قيام نتنياهو بالانتقاد العلني لإدارة بايدن وتأخرها في توريد صفقة الأسلحة أدى إلى إحباط الإدارة الأمريكية وتأجيلها اجتماعا كان مقررا عقده اليوم الخميس للمجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية يتعلق في إيران، والتطورات التي تشهدها المنطقة، وخصوصا على الجبهة الشمالية اللبنانية وحالة التصعيد القائمة بين الاحتلال وحزب الله.

وأوضح أبوعطيوي أن الأخبار الواردة من صحيفة "واشنطن بوست"، تفيد أن اثنين كبيرين من الحزب الديمقراطي في الكونجرس الأمريكي، وهما النائب غريغوري ميكس، والسيناتور بن كاردين قد وافقا على دعم صفقة أسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بعد ضغط شديد عليهما من الإدارة الأمريكية، وذلك بعدما تسببا النائبان الديمقراطيان بتعطيل وتأجيل الصفقة وعدم تزويدها لاسرائيل لمدة أشهر، والتي تتضمن هذه الصفقة 50 طائرة حربية من نوع F15 تزيد ثمنها علي 18 مليون دولار.

وأضاف الكاتب الفلسطيني، أن صفقة تزويد الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي تأتي في ظل تزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي من خلال أعضاء حزبه الديمقراطي؛ بسبب دعمه المتواصل والمستمر لإسرائيل في ظل حربها وعدوانها المستمر على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.

وتابع أبوعطيوي "يأتي ما سبق في ظل أخبار جديدة حسب مسئولين أمريكيين أن البيت الأبيض قد أجل اجتماعا مع قادة إسرائيليين بشأن إيران كان مقررا عقده أمس الخميس، وجاء قرار إلغاء الاجتماع احتجاجا على فيديو نشره رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن تزويد إسرائيل بأسلحة أمريكية.

وأوضح أبوعطيوي أن موافقة الكونجرس الأمريكي على تزويد إسرائيل بصفقة كبيرة من الأسلحة في هذا التوقيت بالذات يعني أن من المحتمل توسع رقعة الحرب، والمواجهة على الحدود الشمالية والجبهة اللبنانية مع حزب الله، هذا في ظل استمرار الحرب على غزة للشهر التاسع على التوالي، ومن الممكن أن تمتد رقعة المواجهة لتكون مواجهة إقليمية مع إيران،  ليكون هذا الصيف صيفا ساخنا بامتياز على كافة الجبهات، الأمر الذي تتحمل مسئوليته المباشرة الإدارة الأمريكية ورئيسها جو بايدن، ولأن السؤال المشروع الذي يطرح نفسه هنا، لماذا إسرائيل على عجلة في إصرارها وإلحاحها الواضح بتزويدها بصفقة الأسلحة الكبيرة الأمريكية؟، الأمر الذي يعني أن إسرائيل تنوي الاستعداد للحرب على أكثر من جبهة، نظرا للتصعيد القائم بينها وبين حزب الله على الحدود الشمالية.

أبوعطيوي: دعم واشنطن لإسرائيل بالأسلحة قوض مصداقيتها

قال أبوعطيوي إن تزويد الأسلحة الجديدة لإسرائيل وعلاقتها في الوساطة الأمريكية من خلال المقترح الأخير للهدنة الذي قدمه الرئيس بايدن، من المؤكد أنها ستؤثر تأثيرا سلبيا على جهود الوساطات بالوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والحرب على غزة، لأنه كان يجب على الإدارة الأمريكية وقبل أن تقوم بالموافقة على تزويد إسرائيل بصفقة الأسلحة الجديدة أن تقوم بالضغط عليها من أجل وقف الحرب على غزة، وفتح آفاق تفاوضية تعطي مؤشرات إيجابية بقبول كافة الأطراف المعنية بمقترح بايدن، لأن الأسلحة الجديدة التى ستزودها واشنطن لإسرائيل يعني استمرار الحرب على غزة، واستمرار مسلسل الإبادة الجماعية اليومي بسلاح أمريكي.

قال الكاتب الفلسطيني، إن التناقض الواضح للإدارة الأمريكية والتعامل بوجهين مختلفين في نفس التوقيت، من حيث تقديم مقترح للهدنة من جهة، وتزويد دولة الاحتلال الإسرائيلي بكمية أسلحة كبيرة من جهة أخرى، لن يحقق أي نجاح على مستوى الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب وإلزامها بقبول مبادرة بايدن، بل من الممكن أن يأخذ المنطقة بأكملها إلى ساحة حرب ومواجهة لن يكون بمقدور أي أحد توقع نتائجها أو إيقافها.

وأكد أبوعطيوي أن المطلوب من الرئيس الأمريكي أن يكون أكثر مصداقية ووضوحا في التعامل مع الرؤية الواقعية واحترام جهود الدول الوسيطة التي تسعى للوصول إلى توافق لمقترح الهدنة ووقف الحرب على غزة، لأنه في حال الوصول لحل دائم ونهائي لإطلاق النار، فإنه سيؤثر هذا إيجابيًا على الجبهة الشمالية ووقف التصعيد مع حزب الله، ونزع فتيل الحرب الإقليمية التي بدت معالمها الأولية تلوح بالأفق من خلال تزويد واشنطن بكمية أسلحة كبيرة لإسرائيل.