رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى إفسافيوس أسقف سميساط

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في الكهنة إفسافيوس أسقف سميساط، الذي قتله الهراطقة الآريوسيون سنة 379-380. كان من أصدقاء القدّيس باسيليوس الكبير، ومن المعجبين به، وقد اشترك في انتخابه لكرسي قيصرية سنة 370. كما انه كان من كبار المناضلين عن الايمان القويم كما حدّده المجمع النيقاوي في وحدانية الطبيعة الإلهيّة بين الآب والابن الكلمة المتجسد، ضد ضلال آريوس وأتباعه.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ متّى العشّار قد قَبِل كغذاء "خُبْزَ العَقلِ وماءَ الحِكَمَة." . وبِفضل هذه الحكمة، فقد أقام وليمة كُبرى في بيته للربّ يسوع، لأنّه كان قد نال بالمقابل نعمة وافرة تُلائم اسمه (الّذي يعني "هِبة الربّ"). كان الله قد هيّأ لهذه الوليمة المباركة: ناداه الربّ حين كان جالسًا في بيت الجباية، فتبعه "وأَقامَ لَه... مَأدُبَةً عَظيمَةً في بَيتِه" . إذًا إنّه قد أقام وليمة كبيرة للمسيح، يمكن أن نَصِفها بوليمة ملوكيّة.

إنّ متّى، في الواقع، هو الإنجيليّ الذي يُظهر لنا الرّب يسوع ملِكًا من خلال عائلته ومن خلال أعماله. فهو يُعلن في بداية إنجيله: "نَسَبُ يَسوعَ المسيح اِبنِ داودَ ابنِ إِبْراهيم" . ثـمّ يَصِف كيف أنّ المجوس سجدوا للمولود الجديد على أنّه مَلِك اليهود؛ ويسرد في نَصّه أعمال الرّب يسوع الملكيّة وأمثال الملكوت، ويُنهي بتلك الأقوال الّتي نطق بها ذلك الملك المُكَلَّل بِمَجد القيامة: "إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض".

إذا تفَحَّصتَ جيّدًا كلّ ما كتبه، فَستَتحقّق حينها أنّ تلك الكتابات تذيع بكاملها أسرار ملكوت الله. لا شيء مستغرَب في ذلك؛ فقد كان متّى عشّارًا، ويتذكّر أنّه قد استُدعيَ من الخِدمة العامّة المرتبطة بملكوت الخطيئة إلى حُرِّية ملكوت الله، ملكوت العَدل. وبما أنّه إنسانٌ غير ناكر لجميل المَلِك العظيم الّذي حَرَّره، فقد خَدَم بأمانة وصايا ملكوته.