وزير الإسكان الجديد فى مهمة صعبة

تعودنا خلال العشر سنوات الماضية على تحقيق وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، معدلات إنجاز تنموي ضخم وغير مسبوق فى تاريخ البلاد، ترتب عليه دعمها الكبير لخزانة الدولة وتوفير مخصصات لإنجاح مشروع الإسكان الاجتماعي المدعوم لصالح محدودى الدخل، وتوفير الدعم الكامل للقضاء على ظاهرة العشوائيات الخطرة- ماليا وفنيا-، ودخولها فى تنفيذ وحدات إسكان لشريحة متوسطي الدخل؛ بهدف إحداث توازن فى السوق العقارية المصرية وعدم ترك هذه الشريحة فريسة للقطاع الخاص.

كما تعودنا أيضا دخولها فى مشروعات تطوير القاهرة التاريخية، الجراحة الأصعب فى العمران القائم لتعلقها بعبق التاريخ المصري، ناهيك عن إنشاءات المدن الجديدة التي تقترب حاليا من 30 مدينة جديدة بخلاف المدن الجديدة القائمة. ولا ننسى الطفرة الكبيرة فى مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، ومشروعات محطات تحلية مياه البحر ومحطات معالجة مياه الصرف لاستخدامها فى الزراعة ومواجهة الشح المائي.

قصة نجاح كبيرة حققتها وزارة الإسكان بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي ومن قبله المهندس إبراهيم محلب وبعدهم الدكتور عاصم الجزار، كلهم عمالقة كتبوا تاريخا ذهبيا، الأمر الذي يصعب المهمة على الوزير الجديد المهندس شريف الشربيني، إذ يقع على عاتقه بداية الحفاظ على هذا "المنجز"، الذي وصلت اليه الوزارة على يد من سبقوه، وبالتالي من الضروري أن يحافظ الشربيني على دولاب العمل الذي حقق هذه الانجاز سواء كان قيادات داخل الوزارة أو داخل هيئة المجتمعات العمرانية أوالهيئات الأخرى، حتى يمكن استكمال المسيرة.

لكن هدوءا وثقة كبيرة فى النفس بدت على المهندس شريف الشربيني وقت حلفه اليمين أمام السيد الرئيس اليوم، جاء بمثابة رسالة طمأنة مبدئية، كما تلتها تصريحاته التليفزيونية عقب حلف اليمين بإعلان الملفات ذات الأولوية على مكتبه، والتي بدأ الحديث عنها بملف سكن لكل المصريين المدعوم لصالح محدودي الدخل، وملف العشوائيات، وجلب الاستثمارات الكبرى واستكمال تنفيذ مراحل مشروعات المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وغيرهما، لتكون بمثابة خارطة طريق تبث الأمل في قلوبنا، وتؤكد قدرته على استكمال المسيرة التنموية للوزارة.

لا غرابة في هذا الكلام، فهو الطريق الطبيعي لسير هذا الملف في الاتجاه المطلوب، لاستكمال تنفيذ مخرجات المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية لمصر 2052، الذي يجري تنفيذه في شتى ربوع البلاد منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم. 

وتؤكد الصفقات الكبيرة التي أبرمتها وزارة الإسكان مؤخرًا، مثل صفقة رأس الحكمة وصفقة ساوث ميد، سير هذا الملف في نفس الاتجاه التصاعدي، وتحقيق إنجازات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني.