رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحسن 1%.. قراءة فى كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير

كتاب العادات الذرية
كتاب العادات الذرية

أيام قليلة ونستقبل عطلة عيد الأضحى وفي هذه الإجازة يفضل كثيرون قراءة الكتب القيمة التي تحمل أفكارًا ذات مغزي ونستعرض في السطور التالية قراءة في واحد من أهم الكتب الصادرة حديثًا في مجال التنمية الذاتية، وهو كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير.

قراءة في كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير

يعد كتاب العادات الذرية دليل شامل وعملي حول كيفية تغيير عاداتك والتحسن بنسبة 1% كل يوم، حيث يرشدك الكاتب لـ"العادات الذرية" البسيطة وقواعد الالتزام بها لخلق عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة. 

كيف ولماذا كتب جيمس كلير هذا الكتاب؟

يروي كلير، في الكتاب فكرة كتابه وكيف استطاع نشره من خلال عادة بسيطة للغاية وهي الكتابة "يوميًا"، فيقول: في نوفمبر 2012 بدأت بنشر المقالات عبر موقعي، وعلى مدار سنوات كنت أدون ملحوظات عن خبراتي الشخصية حول ومع العادات، وأخيرًا كنت مستعدًا لمشاركة بعضها على الملأ.

وأضاف كلير: "بدأت بنشر مقالين جديدين يومي الإثنين والخميس، وفي غضون بضعة أشهر أدت عادة الكتابة البسطية هذه إلى أول ألف مشترك بموقعي، وفي نهاية عام 2013 وصل هذا العدد إلى ثلاثين ألفًا".

وفي 2014 وصلت قائمة المشتركين في نشرة البريد الإلكتروني للكاتب إلى أكثر من مائة ألف مشترك، وهو ما جعلها واحدة من أسرع النشرات الإخبارية نموًا على الإنترنت، على حد وصفه.

ويشير الكاتب أنه بفضل هذه العادة البسيطة "الكتابة" أصبح لديه جمهور من مئات الآلاف من القراء، كما وقع عقدا مع دار النشر لطباعة كتابه هذا، كما أصبح ضيفًا شهيرًا على عدة مؤتمرات مهمة في الولايات المتحدة وأوروبا، بل وأصبحت مقالاته تنشر بصورة منتظمة في كبرى الصحف العالمية.

 كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير

3 دروس أساسية من العادات الذرية

يلفت الكاتب إلى أنه من السهل جدًا المبالغة في تقدير أهمية "لحظة معينة" أو التقليل من قيمتها لتغيير شىء ما، لكن فإن التحسن بنسبة 1% غير ملحوظ، له أهمية كبيرة خاصة على المدى الطويل.

وأكد الكاتب أن الفارق الذي يمكن أن يحدثه تحسن بسيط يوميًا مع مرور الوقت هو أمر مذهل، ويستدل الكاتب على كلامه، قائلًا: إذا كان بإمكانك أن تتحسن بنسبة 1% كل يوم لمدة عام واحد، فسوف ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح أفضل بسبعة وثلاثين مرة بحلول الوقت الذي تنتهي فيه. 

على العكس من ذلك، إذا كنت تسوء بنسبة 1% كل يوم لمدة عام واحد، فسوف تنخفض طاقتك إلى الصفر تقريبًا، حيث يمكن اعتباره فوزًا صغيرًا أو انتكاسة.

ينبهنا الكاتب، إلى أنه لا يهم مدى نجاحك أو فشلك الآن، ما يهم هو ما إذا كانت عاداتك تضعك على الطريق نحو النجاح، فقط "ركز على التحسن بنسبة 1% كل يوم".

التركيز على النظام بدلًا من الأهداف

الأهداف تتعلق بالنتائج التي تريد تحقيقها، والأنظمة تدور حول العمليات التي تؤدي بك إلى تلك النتائج.

فإذا كنت تواجه مشكلة في تغيير عاداتك، فالمشكلة ليست فيك، ولكن المشكلة هي في نظامك لتحسين هذه العادات، وقد تشعر بعدم التحسن، ليس لأنك لا تريد التغيير، ولكن لأنك تمتلك نظامًا خاطئًا للتغيير، لهذا يقدم الكتاب نظامًا مثبتًا لبناء العادات الجيدة والتخلص من العادات السيئة.

يقول كلير: الغرض من تحديد الأهداف هو الفوز بالمباراة، أما الغرض من بناء الأنظمة هو مواصلة لعب اللعبة، والتفكير الحقيقي طويل المدى هو تفكير بلا أهداف، الأمر لا يتعلق بأي إنجاز واحد إنها تدور حول دورة صقل نفسك التي لا نهاية لها والتحسين المستمر، وفي نهاية المطاف، فإن التزامك بنظامك هو الذي سيحدد تقدمك.

بناء العادات المبنية على أساس الهوية

إن مفتاح بناء عادات دائمة هو التركيز على خلق هوية جديدة أولًا لنفسك فإن سلوكياتك الحالية هى ببساطة انعكاس لهويتك، ولتغيير سلوكك إلى الأبد، عليك أن تبدأ في تصديق أشياء جديدة عن نفسك، فأنت بحاجة إلى بناء عادات مبنية على أساس هويتك وما تطمح إليه.

ويصف جيمس كلير، طريقة بناء العادات الإيجابية قائلًا: كل الأشياء الكبيرة تأتي من بدايات صغيرة. إن بذرة كل عادة هي قرار واحد صغير، ولكن مع تكرار هذا القرار، تنمو العادة وتزداد قوة تترسخ الجذور وتنمو الأغصان إن مهمة التخلص من عادة سيئة هي بمثابة اقتلاع شجرة بلوط قوية بداخلنا، ومهمة بناء عادة جيدة هي مثل زراعة زهرة رقيقة يومًا بعد يوم.