رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحمن الطويل يكشف عبر "الفسطاط وأبوابها" أسباب ندرة الكتب عنها

كتاب الفسطاط وأبوابها
كتاب الفسطاط وأبوابها

حاز الباحث الكاتب عبدالرحمن الطويل  جائزة الدولة عن كتابه “الفسطاط وأبوابها ” الصادر عن دار العين للنشر والتوزيع، عن لماذا الفسطاط؟ يجيب الطويل في مقدمته لكتاب "الفسطاط وأبوابها" .

 

في عام 21 هـ / 642م، نشأت الفسطاط على يد عمرو بن العاص في أعقاب الفتح الإسلامي لمصر، وخلال القرون التالية نمت وتوسعت ونشأت لها امتدادات مع الدول اللاحقة، وشكلت الفسطاط وامتداداتها (مدينة مصر) التي انفردت بدور العاصمة للديار المصرية لما ناف على ثلاثة قرون.

 

وبلغت الفسطاط من سعة عمرانها وعناية أهلها به وبتاريخه أن ولد على أرضها فن الخطط، وهو اسم لعلم طبوغرافية المدن في التراب العربي، وترعرع هذا العلم في رحاب مسالكها ومعالمها، فظهرت مؤلف بكرة على يد ابن عبد الحكم والكندي وابن زولاق والقضاعي تـسرد خطط الفسطاط وتؤرخ لتاريخها العمراني.

 

ويضيف الكاتب عبدالرجمن الطويل:  في عام 358هـ / 969م، دخل مصر جوهر الصقلي فاتحا لمولاه المعز لدين الله الفاطمي لتنتقل الدولة الفاطمية إلى مصر، وتؤسس عاصمتا الملوكية الخلافية الجديدة (القاهرة) التي لبثت حينا قلعةً مغلقة للخليفة وجيوشه، بينما تنمو وتتوسع فيها الصناعات والتجارات  والعلوم والآداب، فيما شكلت المدينتان معا " مصر والقاهرة "عاصمة الديار المصرية.

يشير الكاتب عبدالرحمن الطويل إلى  القليل الذي كتب عن الفسطاط إما منقوص أو عابر في غير مشروع مكتمل، وإما ملامح إجمالية مكررة تناسخها المعاصرون بعضهم عن بعض دون تعمق في التفاصيل غير منزلة على مواقعها في قاهرتنا المعاصرة، وإما مشاريع أجنبية لم تعرب إلى يومنا هذا، وطال العهد بها حتى باتت محتاجة الى ترجمة وتحقيق في آن، لما اعتورها وقت كتابتها من نقص في المصادر والمعلومات.

 

ويرجع الكاتب عبدالرحمن الطويل السبب في نقص المعلومات والتي تصل لحد الندرة عن  تاريخ الفسطاط إلى  زهد الناس في كتب خطط الفسطاط لاندثار خططها على الأرض وغلبة الجهل بها بعد العلم. وأقبلوا على مدينتهم الباقية وخططها  التي يعرفونها، ورغبوا في كتاب المقريزي، فتكاثرت نسخة بين الناس وبات وحده معتمدهم في فن الخطط، وحين طلع فجر العصر الحديث كانت كتب الفسطاط قد فقدت وعدمت نسخها من أيدي الناس، الا كتاب ابن دقماق الذي ظل مخبوء الخمسة قرون في خزانة جامع البنات بالقاهرة، قبل أن تبعثة الكتبخانة الخديوية من مرقده، وكتاب ابن عبد الحكم القديم الذي كان قد مضى على تدوينه ألف سنة نيف.