رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة جنود الاحتياط تطارد إسرائيل.. تمرد جديد فى صفوف جيش الاحتلال

خسائر الجيش الإسرائيلي
خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أزمة جديدة تطارد جيش الاحتلال الإسرائيلي متمثلة في جنود الاحتياط، والتي تتفاقم مع احتدام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث يعد جنود الاحتياط هم العمود الفقري للجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي، ولكن مع إطالة أمد الحرب اشتعلت الانقسامات بين صفوفهم بشأن الخطوة المقبلة.

جنود الاحتياط يثيرون أزمة في إسرائيل

وأفادت الصحيفة بأن من الناحية العسكرية يؤيد الإسرائيليون فكرة القضاء على حماس، لأنها تُعد تهديدًا وجوديًا لدولة إسرائيل، ولكن لا يوجد إجماع سياسي حول كيفية إدارة قطاع غزة بعد توقف القتال، فهو سؤال أثار حيرة القادة الإسرائيليين وحلفائهم، وهو الآن يدور في أذهان بعض جنود الاحتياط، وهم ينسجون داخل وخارج الحياة المدنية.

وقالت ليا جولان، 24 عامًا، وهي مدربة دبابة احتياطية وطالبة في جامعة تل أبيب: "أريد حقًا أن أعرف كيف ستكون النهاية، ولم يخبرنا أحد ما هي هذه النقطة؟".

وبحسب الصحيفة، فقد خدمت جولان في جنوب إسرائيل لأكثر من شهرين بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، وقالت إنها منزعجة من الخسائر التي يخلفها عدم اليقين خصوصًا مع ظهور المحتجزين الرهائن الإسرائيليين في غزة وهم قتلى، كما يُقتل الجنود، ولا يزال المواطنون الإسرائيليون نازحين.

وأضافت أن إسرائيل استدعت جنود الاحتياط البالغ عددهم 465 ألف جندي في الأيام الأولى للحرب، وتعهدت بالقضاء على حماس، التي تحكم القطاع، ولكن مع مرور أكثر من 8 أشهر على الحرب، عاد العديد من جنود الاحتياط إلى منازلهم، وعادوا إلى وظائفهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم ودراساتهم. 

وأشارت إلى أنه في ظل عودة حركة حماس مرة أخرى، فقد تم إرسال دعوات لجنود الاحتياط من أجل الانتشار مرة أخرى قبل بضعة أيام، حيث تقاتل الآن عدة ألوية احتياطية في رفح في الجنوب وشاركت في عملية جرت مؤخرًا في جباليا في الشمال.

وقال أرييل هايمان، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، ورئيس ضباط الاحتياط السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي: "إن وحدة الاحتياط مثل الشريط المطاطي: إذا قمت بتمديدها بعيدًا جدًا ولفترة طويلة جدًا، فسوف تنكسر في النهاية".

وتابع: "علينا أن نكون حذرين للغاية في استخدام قوات الاحتياط"، مضيفًا أن فشل جنود الاحتياط في الحضور للخدمة، رغم أنه لا يمثل مشكلة الآن، "يمكن أن يكون مشكلة في المستقبل".

وأضافت الصحيفة أنه قبل الحرب، كان من المتوقع أن يخدم الجنود 54 يومًا في قوات الاحتياط على مدى ثلاث سنوات، للحفاظ على الاستعداد، لكن إسرائيل أعلنت رسميًا حالة الطوارئ في أكتوبر، ما سمح لوزارة دافع الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء جنود الاحتياط بشكل مستمر دون إشعار أو قيود تذكر.

كما اقترحت الوزارة مؤخرًا تغييرات على القوانين العسكرية والاحتياطية الإسرائيلية، سعيًا إلى تمديد خدمة المجندين وجنود الاحتياط، لكن التعديلات لم يتم إرسالها بعد إلى الكنيست للنظر فيها.

وأضافت الصحيفة أنه منذ أن شنت إسرائيل غزوها البري لغزة في أواخر أكتوبر، قُتل 293 جنديًا إسرائيليًا، وفقًا للجيش، ولم تحدد الحصيلة الرسمية للقتلى من جنود الاحتياط، ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق، كما رفض التعليق على عدد جنود الاحتياط الذين يخدمون حاليًا.