مناديل هدية لممثلات فرنسا.. حكايات تحية كاريوكا في مهرجان كان
شاركت الفنانة تحية كاريوكا في مهرجان كان السينمائي، بفيلمها “شباب امرأة”، خلال دورة المهرجان للعام 1956، وكان وقتها يطلق عليه اسم “مؤتمر سينمائي”.
تحية كاريوكا تروج للسينما المصرية بمهرجان كان
في عددها الـ 251، والصادر بتاريخ 22 مايو من العام 1956، رصدت مجلة الكواكب رحلة تحية كاريوكا في مهرجان كان السينمائي والذي يختتم اليوم فعاليات دورته السابعة والسبعين.
كان مؤتمر كان للسينما فرصة ملائمة للتعريف بنهضة مصر، رغم ما دبره الصهاينة الذين كانوا يتولون مناصب بارزة في المؤتمر، وقامت تحية كاريوكا بدورها في الدعاية لمصر وللفيلم المصري، وهو من أجمل الأدوار التي مثلتها في حياتها.
لم تشأ أن تنقل من الغرب صورة الفتاة المصرية المتفرنجة التي تتصنع الأناقة والظرف، ولكنها نقلت إلى الغرب صورة "بنت البلد" فاسترعت الاهتمام وحظيت بأكبر قسط من الرعاية.
حكاية تحية كاريوكا ولقب مصاصة الدماء
ويلفت محرر “الكواكب” عن مشاهداته بين أروقة وكواليس مشاركة تحية كاريوكا في مهرجان كان لافتا إلي: وعرفت تحية كاريوكا في المؤتمر بأنه "مصاصة الدماء"، وقد أتخذ هذا الوصف لها من موضوع فيلم "شباب امرأة"، ومن ترجمته الفرنسية. وقد أعان تحية كاريوكا علي الظهور ما عرفت به من خفة الدم والحيوية والبساطة.
ويستطرد: "إلى جانب ما امتاز به نجوم هوليوود من التكلف والتصنع، فأنه عندما أحضر المشرفون على المؤتمر الممثلة الأمريكية "كيم نوفاك"، وهي تعد منافسة خطيرة لمارلين مونرو، لتذكي روح الحماسة في المؤتمر، لم تمكث أسبوعا واحدا حتى طلب إليها المشرفون على المؤتمر أن تعود من حيث أتت، فقد بدت متكلفة باردة، وأفسدت كل شيء حين رفضت أن تعقد مؤتمرا للصحفيين فهاجمتها الصحف بقسوة".
أما تحية كاريوكا فقد عقدت مؤتمرين صحفيين، وتمرنت لطوفان من الأسئلة، وكان أبرزها سؤال وجهه إليها صحفي أمريكي، إذ سألها عن جنسيتها الحقيقية، ولما قالت له إنها مصرية سألها هل أنت مصرية مثل "دوريني" لاعب التنس الدولي التشيكي الجنسية أصلا ثم هاجر إلى مصر ومنح الجنسية المصرية؟ فنفت تحية عن نفسها هذا وأكدت أنها مصرية خالصة.
تحية كاريوكا تهدي الممثلات الفرنسيات مناديل “بأوية”
ويمضي موفد مجلة الكواكب إلى مهرجان كان السينمائي بفرنسا، في رصده ليوميات الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، قائلا: “تحية كاريوكا يوم 29 إبريل الماضي كانت في الطريق لمدينة كان بالملاية اللف وفي ذراعيها عشرات من الأساور الذهبية وفي قدميها خلخال ضخم فتألفت من حولها مظاهرة صاخبة، والتفت حولها الممثلات في حفلة العشاء يطلبن منها أن توزع عليهن ملابسها، فأهدت إليهن مناديل "بأوية" وأساور ذهبية وأقراطا وعندئذ مالت "جنجر روجرز" على أذن زميلتها "سوزان هيوارد" تقول: هذا هو خان الخليلي يا صديقتي".
وساهمت تحية كاريوكا في مهرجان الزهور، فركبت عربية مع إحدى الممثلات الفرنسيات ونجحت في لفت أنظار المتفرجين إليها بما كانت تثيره من دعابات، وتلقت تحية كاريوكا خطابا من طالب يقول لها فيه أنه يرغب في أن يتلقى العلم في القاهرة ويطلب منها عنوانها ليسكن في نفس المنزل الذي تقيم فيه. وهذا هو موضوع فيلم "شباب امرأة" كما هو معروف.
وقدمت محطات التلفزيون للفنانة تحية كاريوكا برنامجين، وعرضت الفيلم المصري، وحدثت مفاجأة للوفد المصري عندما عرض الفيلم السويدي وكان اسمه "ابتسامة في ليلة صيف"، واتضح أنه صورة طبق الأصل من فيلم "أين عمري؟"، نفس القصة ونفس الفكرة مع تقارب كبير في الديالوج.
وامتاز الوفد المصري بأن كل أفراده كانوا يتحدثون لغتين أجنبيتين، هما الفرنسية والإنجليزية، وكان جميع أعضاء الوفود الأخرى لا يتحدثون إلا بلغة بلادهم، وقد جلست تحية كاريوكا في إحدى الحفلات إلى جوار ممثلة يابانية فلما حدثتها بالفرنسية لم تفهم وكلمتها بالإنجليزية فلم تفهم، وعندئذ جري بينهما الحديث باليابانية والعربية وكل واحدة تبتسم في وجه الأخرى دون أن تعرف ماذا تقول.