فى ذكرى رحيل صاحب "لا تُصالح".. هكذا أصبح أمل دنقل أميرًا للرفض
تمر اليوم الذكرى الـ41 لرحيل الشاعر أمل دنقل ، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 21 مايو 1983، عن عمر ناهز 43 عامًا، وذلك بعد رحلة عصيبة مع المرض.
وُلد أمل دنقل عام 1940 في قرية القلعة بمحافظة قنا في صعيد مصر، وكان والده واحدًا من علماء الأزهر الشريف، عاش أمل دنقل حياته رافضًا للقمع والاستبداد الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية، وقد كان للمؤسسة الثقافية المصرية موقف يشير لأهمية وقيمة أمل دنقل كواحد من الأسماء الكبيرة في المشهد الشعري العربي.
لُقب أمل دنقل بشاعر الرفض وجاء ذلك واضحًا عبر قصائده بدءًا من وصية كليب "لا تصالح" وصولًا إلى كلمات سبارتاكوس الأخيرة، فكلماته حملت ما يحرض على الرفض التمرد والانقلاب والثورة، ضد الاستبداد والظلم والقهر الذي تعيشه الشعوب.. كان أمل دنقل يرفض أن يصف شعره بالسياسي وكان يؤكد دومًا على أنه شعر اجتماعي إنساني.
قال عنه الشاعر قاسم حداد: "عند أمل دنقل تجد المفردات التي لا تتوقع أن تكون بهذا الجمال وهذه الطاقة الشعرية. إنه يتشبث ببساطة المفردة يشحنها بإيماءات جديدة. كانت الروح الشعبية لديه تتعرض لعذاب الماس في طريق الصقل والبريق. المفردة عنده تلمع وتطلع".
وتابع حداد: "أمل لا يخلق لغة شعرية ساخرة بل يحول المناخ المفاجئ الذي نعتاده ببساطة لكي يبرق أمامنا بشجن ومرارة ويبدو لا معقولًا. غرابته الساخرة تنبع من العذاب الكبير الذي تجسده المفارقة في الصورة ومن طاقة المعنى التي تفيض من إطلاق اللغة من إسارها. إنه يدخل اللغة في الحرية".
وقال عنه الشاعر حسن طِلب: "كان أمل يؤكد دائمًا على انتمائه للمدرسة التي تعتبر الشعر سلاحًا، إلى جوار زملائه الشعراء أحمد عبدالمعطي حجازي، وسعدي يوسف، وحسب الشيخ جعفر وغيرهم. وكما قاتل بهذا السلاح ضد الواقع المريض مخلفًا لنا روائع من الشعر الخالد، قاتل أيضًا وهو على فراش المرض واستطاع كعادته أن ينتصر".