حرب المشاة تحرق إسرائيل.. متاهات جباليا تكبد الاحتلال خسائر كبرى فى غزة
كشفت معارك جباليا شمالي قطاع غزة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس، عن فشل الاستراتيجية الإسرائيلية في الحرب، حيث يعتمد الاحتلال في حربه في غزة على المشاة، والمواجهات في شوارع جباليا الضيقة ما يتسبب في عدم قدرة آليات الاحتلال العسكرية الضخمة على التحرك فيها، وتترك الحرية لحركة حماس باستهداف جنود الاحتلال.
وتتميز مخيمات جباليا بالشوارع الضيقة، والتي تجبر جنود الاحتلال على ترك آلياتهم العسكرية الضخمة بالخارج، واقتحام المخيم على أرجلهم، ومواجهة مقاتلي حركة حماس بدون أسلحتهم الثقيلة، وهي المواجهات التي تسببت في خسائر كبرى لجيش الاحتلال في المخيم واستمرار المعارك العنيفة حتى الآن.
التضاريس الضيقة تمنح حماس التفوق على إسرائيل في حرب الشوارع
وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فقد قُتل 5 جنود إسرائيليين بنيران صديقة في جباليا، أمس الأربعاء، وإصابة 7 آخرين، 3 منهم في حالة خطيرة، وكان الجنود جميعهم أعضاء في الكتيبة 202 التابعة للواء المظليين.
ويسلط الحادث الضوء على الخسائر الضخمة التي يتكبدها الاحتلال في شمال غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر حتى الآن، بسبب تضاريس مدن الشمال وعدم قدرة الاحتلال على التعامل معها.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد نشرت تقريرا، أمس الأربعاء، ذكرت فيه التفوق الاستراتيجي لحركة حماس في حرب المدن، نظرًا لإدراكها التضاريس الصعبة لشوارع ومدن شمال غزة، وإتقانها حرب الشوارع، بينما على الجانب الآخر لا يمكن لإسرائيل مواجهتها بهذا الشكل.
وأضافت أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق الانتصار في غزة حتى الآن، لعدم قدرتها على تحقيق أي تقدم فيما يتعلق بتدمير حركة حماس في شمال غزة.
بينما أوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه تم الإبلاغ عن عشرات حوادث النيران الصديقة منذ بدء الحرب البرية الإسرائيلية في قطاع غزة في أواخر أكتوبر الماضي، وقال الخبراء إن تل أبيب لديها واحدة من أعلى نسب النيران الصديقة في التاريخ العسكري الحديث، والتي تعود أسبابها لعدة عوامل، منها الافتقار لمعرفة التضاريس الجغرافية لشوارع شمال غزة، والتي تتميز بالضيق والمناطق الجبلية.
وتابعت أن حادثة الأربعاء جاءت في الوقت الذي تكبدت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية خسائر فادحة في شمال غزة، خاصة جباليا، وعادت القوات الإسرائيلية الآن إلى شمال غزة، بعد أشهر من إعلان الجيش أنه تم تطهير المنطقة من مقاتلي المقاومة.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في إجراء تقييم كامل لحجم البنية التحتية العسكرية لحماس في غزة خلال الجولات الأولى من القتال في الشمال قبل أشهر"، ويقول الجنود المذكورون في التقرير إنهم مضطرون إلى التكيف مع التكتيكات الجديدة التي يستخدمها مقاتلو حماس، الذين يقومون بشكل متزايد بتزويد المباني بالمتفجرات وتفجيرها مع وجود القوات الإسرائيلية بداخلها.
وأضافت أن هذه الخسائر دفعت قوات الاحتلال للانسحاب، أمس الأربعاء، من حي الزيتون شمال قطاع غزة، بعد أسبوع من المعارك العنيفة، وأكدت تل أبيب، الأسبوع الماضي، مقتل خمسة جنود إسرائيليين في حي الزيتون، وبحسب تحقيقات الجيش، فقد قُتلوا جراء تفجير عبوات ناسفة من قبل مقاتلي حركة حماس.