(قصة وثيقة).. ماذا فعل طه حسين عندما منع من دخول الجامعة لعدم سداد المصروفات؟
تضمن كتاب "وثائق ملف الطالب طه حسين بكلية الآداب.. ديسمبر 1910- أبريل 1914" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة للدكتورة جيهان عمران، أستاذ الوثائق والمكتبات بكلية الآداب جامعة القاهرة، والرئيس السابق لوحدة الذاكرة الإلكترونية بالكلية، وثيقة للدكتور طه حسين عندما كان طالبًا بالجامعة عبارة عن شكوى تقدم بها الى رئيس إدراة الجامعة الأهلية "فؤاد الاول" القاهرة حاليًا عام 1912 محتجًا على سلوك أحد الموظفين بعد منعه من دخول الجامعة لأنه لم يكن قد سدد المصروفات.
فى الخامس من ديسمبر 1910 توجه طه حسين أو «الشيخ طه»، الطالب فى الجامع الأزهر الشريف، إلى قسم «اللغة العربية» بكلية الآداب بالجامعة الأهلية المصرية، لدراسة اللغة العربية.. وقتها لم يمر على افتتاح الجامعة الأهلية «جامعة القاهرة الآن» سوى عامين، وكانت آنذاك تحت إشراف ولى العهد الأمير أحمد فؤاد باشا.
كانت نسبة الأمية منتشرة فى مصر، فحسب كتاب عبدالخالق لاشين «سعد زغلول ودوره فى السياسة المصرية حتى ١٩١٤»، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، لم تبلغ نسبة من يجيدون القراءة والكتابة آنذاك سوى ٩.٧٪ من الذكور، و٢٪ من الإناث، وكان عدد التلاميذ يبلغ ٢٣.٠٨١ ألف من إجمالى سكان مصر البالغ عددهم ١١ مليونًا تقريبًا، حسب تعداد سكان القُطر المصرى المنشور فى إحدى مطبوعات نظارة المالية «المطبعة الأميرية ١٩٠٩، صفحة ١٢٢».
مؤلفة الكتاب تكشف السياق الذى يحيط بالوثيقة
قالت د. جيهان عمران، مؤلفة الكتاب، إن الشكوى التى رفعها د.طه حسين فى البداية وجهها لسكرتير عام الجامعة بعد ان طرد من الجامعة لأنه لم يكن سدد المصروفات، ومن ثم قدم شكوى ثانية هو وعدد من زملائه الى رئيس إدارة الجامعة لسوء معاملة الموظفين له وزملائه بسبب أنهم لم يسددوا مصروفاتهم الدراسية.
وأوضحت "عمران" فى تصريحات لـ"الدستور"، أن الوثائق التي تضمنها الكتاب نشر عدد كبير منها من قبل الدكتور عتمان فى مجلة "أوراق كلاسيكية" بعددها التذكارى، والصادرة عن قسم «الدراسات اليونانية واللاتينية» بكلية الآداب جامعة القاهرة، عام ١٩٩٥.
نبذة من مقدمة كتاب "وثائق ملف الطالب طه حسين بكلية الآداب"
وفي مقدمة الكتاب تبين الباحثة أهمية هذه الوثائق في أنها تلقى الضوء على الجانب الدراسي والنشاط الطلاب لطه حسين كونه طالبا داخل الجامعة على الإجراءات الإدارية والتعليمية لها، ونطلع كذلك في هذا الكتاب النادر على درجات طه حسين في مختلف سنوات دراسته وكذلك على أوراق تأسيسه لجماعة طلبة الجامعة المصرية.