كان قادرا على اكتشاف المواهب.. صلاح عبد الصبور يتحدث عن كامل الشناوي
تحدث الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور عن ذكرياته مع كامل الشناوي وذلك في مقال له نشر بمجلة كويتية.
يقول صلاح عبد الصبور: “كنت صديقا لمحمود السعدني، وفي يوم قال لي كامل الشناوي يريد أن راك، فقلت له أين، فرد علي السعدني في أخبار اليوم، وذات يوم ذهبنا إلى أخبار اليوم، كان كامل الشناوي يجلس على مقعده الكبير وفي هذا اليوم جلسنا كثيرا وسهرنا مع بعضنا”.
وقرأت قصيدتي " شنق زهران "تسع مرات، كان الشناوي صديقا لليل والفن والحياة كان ضاحكا يبعثر الضحك طوال الليل، فإذا أوشك الليل على النقراض قال لأحد أصدقائه السعدني او بليغ حمدي او انا في بعض الأحيان:" قم لتوصلني" ويخرج أحدنا لتوصيله، ويستمر السير من سميراميس للهرم ومصر الجديدة وكان كامل لا يريد العودة لمنزله، هو صديق الناس فكيف يفارق الناس؟
ويواصل:" كتب كامل الشاوي عني مرات وانا مازلت في خطواتي الأولى في الشعر والنثر، وكان يتحدث عني بحماسته المألوفة لأصدقائه وكأنه يتحدث عن ظاهرة هامة في تاريخ الأدب، فلما ثبتت خطاي أهديته ديواني "أحلام الفارس القديم" فلم يكتب عنه، ولم اعاتبه، ولكنه انتهز الفرصة ذات مرة وقال لي:" انت لم تعد محتاجا لكلمتي بعد".
ويستطرد:" كان كامل الشناوي صديق الناشئين إذا رأى فيهم موهبة، وكان قادرا على اكتشاف المواهب كقدرة الصائغ على اكتشاف الجواهر، فإذا رأى موهبة ظل يتحدث عنها، ويروج لها، ويقنع الناس بأصالتها.
ويختتم:" وفي مكتب كامل الشناوي التقيت توفيق الحكيم، وأنيس منصور، وكمال الملاخ، وفتحي غانم، وغيرهم.