المسيح والأسماك.. رمزية مقدسة وتقاليد عريقة
يُشير الباحث الكنسي نسيم ممدوح إلى أن القديس طوبيا البار كان أول من قام بصنع السمك المملح، وذلك خلال رحلته مع الملاك رفائيل، حيث استغل لحم حوت اصطاده في رحلته، وقام بتمليحه ليقتات به، ليكون بذلك رائدًا لهذه الأكلة التي تُعد من أشهر مأكولات عيد شم النسيم.
سر تعلق الأقباط بالأسماك
يوضح الشماس مرقس وليم أن لحوم الأسماك تتميز بخلوها من الدسم الموجود بكثرة في اللحوم الحيوانية ولحوم الطيور، فمع أنها تُقدم للجسم طاقة وفيرة، إلا أنها لا تُثير رغبات جسدية وشهوانية مثل اللحوم الأخرى.
ويؤكد وليم أن ذلك لا يعني تحريم تناول اللحوم الأخرى، بل أن الإفراط في تناولها قد يُلحق الضرر بالجسم والروح معًا.
فالإفراط في تناول اللحوم قد يسبب الكسل في أداء الصلوات، مما يُؤدي بدوره إلى خمول الروح. بينما لا يحدث ذلك عند تناول الأسماك.
السمك.. رمزية مقدسة
يتميز تكاثر الأسماك بكونه "مقدسًا"، حيث تضع الأنثى البيض أولًا، ثم يأتي الذكر ليُلقحها، دون الحاجة إلى عملية جنسية بينهما.
وعلى الصعيد الديني، يعد السمك من الأكلات المُفضلة لدى السيد المسيح، فقد قضى فترة كبيرة من حياته يتنقل مع تلاميذه الأوائل - بطرس، أندراوس، يعقوب، ويوحنا - الذين كانت مهنتهم الأساسية هي صيد السمك، كما ورد في نصوص الإنجيل.
السمك.. رمز إيماني وتاريخي
لم يقتصر ارتباط المسيح بالأسماك على كونه طعامًا مُفضلًا فحسب، بل امتدّ ذلك ليشمل رمزية دينية وتاريخية عميقة.
فقد كانت السمكة المشوية أول أكلة تناولها المسيح مع تلاميذه بعد قيامته من بين الأموات، حسب المعتقد المسيحي.
وعلى الصعيد التاريخي، اعتمدت الكنيسة الأولى السمكة كرمز لها في عهد التلاميذ والقديسين، وأيام الاضطهاد الروماني.
حيث كان المؤمنون الأوائل يتعارفون على بعضهم البعض برسم السمكة، فكان أحدهم يرسم نصفها، وإذا أكمل الآخر الرسمة، عرفا أنهما مسيحيان.
الاحتفال بعيد القيامة المجيد
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال ثاني ايام عيد القيامة المجيد، حيث تحتفل بقيامة السيد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث.