قصة تحديث "الفيسبوك" وخاصيته الجديدة التي أثارت القلق والرعب.. الحقيقة الكاملة
أثار تحديث جديد لتطبيق التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" جدلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الآونة، وذلك لما تضمنه من خرق لخصوصيات الأفراد، وإعلانه معلومات خاصة عنهم أمام العامة.
إذ تضمن التحديث خاصية جديدة من شأنها الاقتراح على المستخدم مشاركة الصور والفيديوهات التي تم التقاطها على جهاز هاتفه، وسجلت في الذاكرة، لتشارك بكافة تفاصيلها على العامة، سواءً كان مكان التقاطها تفصيليًا، كما تتضمن اقتراح بنشر أماكن تواجد المستخدم، والتفاصيل الخاصة به.
وهو الأمر الذي أدى إلى ثورة من القلق على مواقع التواصل المختلفة، عبر خلالها الكثير من المتابعين عن تحذيرهم من هذه الخاصية الجديدة خاصة للفتيات والسيدات مؤكدين أنها تعد اختراقًا لخصوصياتهم، وقد تتسبب في نشر مواد وصور على غير رغبة المستخدم وينتج عنها الكثير من المشكلات له، والمصائب التي قد لا تحمد عواقبها.
رئيس شعبة البرمجيات بالجمعية المصرية لتكنولوجيا المعلومات: يقترح المشاركة ولا يفرضها
تواصلت "الدستور" مع الدكتور محمد سعيد رئيس شعبة البرمجيات بالجمعية المصرية لتكنولوجيا المعلومات للوقوف عند حقيقة هذا التحديث وخطورته فأوضح أنه يعد واحدًا من الفوائد التي تسعى إلى تحقيقها منصة "الفيسبوك" هي توسيع دائرة التواصل بين الأفراد إذ أنه أمر يدّر لها الكثير من الأرباح المادية، موضحًا أن هذا التحديث من شأنه بالفعل أن يوسع من دائرة المشاركين، لذا من الطبيعي أن يعمد "الفيسبوك" إلى استخدامه.
ولكن في الوقت نفسه أكد سعيد أن الأزمة هنا تأتي في أن هذا التحديث بتلك الخاصية التي من شأنها اختراق خصوصيات الأفراد كان يجب أن يكون الأصل فيها المنع وأن الإتاحة تأتي بناء على رغبة المستخدم نفسه فقط، إلا أن ما حدث هو فرض وذلك التحديث بتلك الخاصية وذلك اعتمادًا على أن من لا يرغب فيها عليه إغلاقها من إعدادات التطبيق، موضحًا أن ذلك الأمر قد يجعل من هم ليس على دراية كبيرة بالتعامل مع الفيسبوك وإعداداته يقعون في فخ مشاركة بياناتهم من صور وفيديوهات خاصة إلى العامة دون قصد أو رغبة مما قد يسبب لهم العديد من المشكلات.
وعن هذا التحديث، شرح رئيس شعبة البرمجيات أنه يتضمن خاصية تقترح مشاركة الصور والفيديوهات الخاصة بالمستخدم من ذاكرة "الهاتف" إلى العامة دائمًا مؤكدًا أنه لا يقوم بنشرها إلا في حال وافق المستخدم نفسه على ذلك، ولا ينشرها دون إذن المستخدم كما يشيع البعض، ولفت إلى أن ذلك لا ينكر خطورة ذلك الأمر إذ أنه في حال تم نشر الصور أو الفيديوهات دون قصد أو دراية يعني ذلك مشاركة الكثير من المعلومات الخاصة إلى العامة، وهو ما يعد أمر خطير للغاية.
ولفت المهندس محمد سعيد إلى ضرورة الانتباه إلى أمن المعلومات وأهميتها وفي الوقت نفسه خطورتها، وضرورة حماية المعلومات الخاصة موضحًا أنه قد وقعت الكثير من الحوادث نتيجة عدم الالتفات إلى ضرورة عدم مشاركة معلومات خاصة نتج عن بعضها إزهاق أرواح بعض المواطنين، وخسارة أخرين وظائفهم أوحدوث مشكلات على نطاق حياتهم الاجتماعية.