مدحت صفوت يكشف للدستور: هذا الفيلسوف بمثابة البوابة لدخولي عالم النقد الأدبي
تعد قراءة الكتب، نافذة الكثيرين على العالم، هي المدخل الأول لاكتشاف الحياة بعيون مختلفة، ومع الوقت تصبح الكتب بمثابة الكون المحيط بالأدباء والمثقفين، ففي كل مراحل حياتهم، تبقى الأعمال المميزة في ذاكرتهم لا تُنسى، بل هناك شخصيات وكتاب تظل مؤثرة بوجدانهم رغم مرور الزمن.
وتواصلت الدستور مع الكاتب والناقد مدحت صفوت، ليكشف حكاية أول كتاب كان لديه الشغف بقراءته، وتأثر به خلال رحلته الأدبية.
القراءة ضرورة حياتية وتعليمية
قال مدحت صفوت، لـ الدستور: منذ سنوات، تعلقت بمقولة الناقد الأمريكي هارولد بلوم مؤلف كتاب "كيف نقرأ ولماذا؟"، ومفاداها "لا تقرأ لكي تعد نفسك للاعتراض على الناس ودحض أفكارهم، ولا تقرأ لكي تؤمن بما تقرأه وتسلم به تسليمًا، ولا تقرأ بحثًا عن كلام وخطاب يعينك على الجدل.. وإنما اقرأ لتستعين بالقراءة على وزن الأمور والتأمل".
وأضاف: "بلوم" الذي كان يعرّف نفسه بأنه القارئ الأكثر غزارة بلا منازع، روّج عن نفسه بأنه كان يستطيع أن يقرأ كتابًا من 400 صفحة، ويحيط بما فيه في ساعة واحدة، كما يروى عنه أنه كان قادرًا على تلاوة أشعار شكسبير عن ظهر قلب، أصبح حاضرًا في حياتي القرائية على نحو أكبر، خاصة في دراسات استراتيجيات التفكيك.
وعن أهمية هضم عملية القراءة، أكد صفوت: لا يهمنا هنا أن يقرأ "بلوم" 400 صفحة في ساعة، بقدر ما نعنى بنصيحته «وزن الأمور»، وهي ميزة كبيرة جدًا في حياتنا.
كما ينبهنا صفوت، بأن القراءة ليست شيئًا ترفيهيًا في حياتنا وإنما ضرورة مُلحة، مشيرَا إلى حديث الكاتب توماس جيه، عن الذين لا يقرأون الكتب، في مقالة له بعنوان "لماذا يجب أن تقرأ كل يوم" عن دراسة البروفيسور روبرت فريدلاند، أن الأشخاص الذين لا يمارسون القراءة لديهم فرصة لفقدان قوة الدماغ، بالتالي لا تصبح القراءة نشاطًا ترفيًا، بقدر ما هو ضرورة حياتية وتعليمية.
مدحت صفوت: هذا الفيلسوف بوابتي للدخول إلى عالم فلسفة النقد الأدبي
وكشف صفوت للدستور، عن الكتاب الأكثر تأثيرًا في رحلته الأدبية، قائلًا: هنا يمكن القول بوجود نوعين، الأول كتب بدايات الوعي المعرفي، وأذكر منها مذكرات برتراند راسل فيلسوف الوضعية المنطقية، وهي البوابة التي دخلت منها إلى الفلسفة عمومًا، وفلسفة النقد الأدبي على نحو أخص.
وأضاف: أما النوع الثاني فيتمثل في كتب استراتيجيات التفكيك، خاصة كتب جاك دريدا، فيلسوف التفكيك الأبرز، وهنا أخص كتابين أعود إليهما كثيرًا، الجراماتولوجيا أو «علم الكتابة»، و«الكتابة والاختلاف»، كونهما كتابين أساسيين في فهم استراتيجيات التفكيك، التي أعمل على تطوريها عربيًا ونقديًا.