رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بايدن.. مكالمة وبيانان

اختلافات تبدو بسيطة، لكنها ليست كذلك، بين بيان الرئاسة المصرية وذلك الصادر عن البيت الأبيض، بشأن المكالمة التليفونية، التى تلقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء أمس الأول الإثنين، من نظيره الأمريكى جو بايدن، من بينها، مثلًا، ما ذكره البيان الأول، وتجاهله الثانى، عن تأكيد الرئيسين ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وتجديدهما تأكيد أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.

جاء فى بيان الرئاسة المصرية، أيضًا، أنه «تم التشديد على خطورة التصعيد العسكرى فى مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، فضلًا عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة»، بينما اكتفى بيان البيت الأبيض بالإشارة إلى أن الرئيس بايدن «أعاد التأكيد على أهمية حماية أرواح المدنيين، وضمان عدم ترحيل الفلسطينيين إلى مصر أو أى مكان آخر خارج غزة». كما تجاهل البيان الأول ما ذكره البيان الثانى عن توجيه الرئيس بايدن الشكر للرئيس السيسى على التزامه الشخصى، طيلة فترة الأزمة، بجهود زيادة المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المدنيين فى قطاع غزة.

عادة ما توجد اختلافات بين البيانات الصادرة، هنا وهناك، بشأن محادثات أو مكالمات الرئيسين، أو وزيرى خارجية البلدين. ولو عدت مثلًا إلى بيان البيت الأبيض، عن ثالث مكالمة تليفونية يجريها الرئيس الأمريكى بالرئيس السيسى، بعد بداية الأزمة الراهنة، لن تجد ذكرًا للمطالبة بـ«وقف إطلاق النار»، مع أن الرئيس السيسى أكد موقف مصر بضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية فورية، حسب البيان الصادر عن الرئاسة المصرية. وبالمناسبة ستجد، فى البيان نفسه، الصادر يوم ٢٩ أكتوبر الماضى، أن «بايدن» أعرب عن تقديره «لدور مصر الرائد فى الجهود المبذولة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة». وهو ما ينفى أو ينسف تصريحات، أو تخريفات، لاحقة زعم فيها الرئيس الأمريكى أن الرئيس السيسى، «رئيس المكسيك»، لم يكن يريد فتح معبر رفح لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة!

المهم، هو أن البيان الصادر، الإثنين، عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية قال إن الاتصال تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية، والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة فى قطاع غزة ووقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن، كما تم التشديد على خطورة التصعيد العسكرى فى مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، فضلًا عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة. وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد ضرورة النفاذ الكامل والكافى للمساعدات الإنسانية، مستعرضًا الجهود المصرية المكثفة فى هذا الصدد. كما أكد الرئيسان، حسب البيان، ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وجددا تأكيد أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.

المفاوضات الجارية، وصفها بيان، أو قراءة البيت الأبيض، بـ«الصفقة المطروحة حاليًا لضمان الإفراج عن الرهائن وتنفيذ وقف إطلاق نار فورى فى قطاع غزة». ثم ذكر البيان أن الرئيس الأمريكى أكد أن «الولايات المتحدة ومصر وقطر ستعمل معًا لضمان التنفيذ الكامل لشروط الصفقة»، وأشار إلى أن بايدن «حث الرئيس السيسى على بذل كل الجهود الممكنة لضمان إفراج حركة حماس عن الرهائن، لأن ذلك يمثل العقبة الوحيدة حاليًا أمام وقف إطلاق النار الفورى وإغاثة سكان غزة». وحسب البيان نفسه، أعاد بايدن التأكيد على أهمية حماية أرواح المدنيين وضمان عدم ترحيل الفلسطينيين إلى مصر أو أى مكان آخر خارج غزة، واستعرض الرئيسان المبادرات الجارية لزيادة المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المدنيين فى غزة، وشكر الرئيس بايدن الرئيس السيسى على التزامه الشخصى بهذه الجهود طيلة فترة الأزمة. 

.. وأخيرًا، جرى خلال المكالمة، التى تلقاها الرئيس السيسى من نظيره الأمريكى، مساء أمس الأول الإثنين، حسب البيان المصرى، تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ومواصلة العمل المشترك لتعزيز علاقات التعاون الثنائى على شتى الأصعدة. كما جاء فى بيان البيت الأبيض أن الرئيسين اتفقا على مواصلة التنسيق عن كثب فى الأيام المقبلة، سواء بشكل مباشر أو من خلال فريقيهما.