يسرى عبد الله: اللحظات التاريخية فى حياة المصريين تقدم ولا تشيخ
قال الدكتور يسري عبد الله: "تحسب الأيام التاريخية للأمم باللحظات المفصلية التى مرت بها، والنتائج التى أسفرت عنها تلك اللحظات، وما من شك فى أن ذكرى تحرير سيناء 25 أبريل تمثل يومًا مشهودًا في تاريخنا المعاصر، وتعد ثمرة حقيقية من ثمار الانتصار المصري الخالد في 6 أكتوبر 1973، جاء ذلك خلال فعاليات ندوة "سردية الانتصار والتنمية الثقافية بسيناء" بمنتدى "أوراق" بمؤسسة الدستور تزامنا مع عيد تحرير سيناء، يشارك فيها الباحثة والأكاديمية الدكتورة هدى زكريا، والكاتب والأكاديمي الدكتور يسري عبدالله، وتدير الندوة الدكتورة دينا محسن.
وتابع عبد الله وتكتسب اللحظات المصيرية أهميتها في تاريخ الأمم من قدرتها على الانتقال بالجماعة البشرية صاحبة التحول من حالة إلى حالة، هكذا كانت 30 يونيو 2013 مثلا، وكانت 23 يوليو 1952، وكانت ثورة 1919، وغيرها من أيامنا التى لا تقدم ولا تشيخ.
وأكد عبد الله على أن ترك سردية الانتصار أثرا فى كل قرية ومدينة مصرية؛ فلم يخل أى مكان من شهيد ارتقى إلى السماء؛ أو مجند أصابته شظية، أو مقاتل يروى جانبا مما حدث، وشارك في صناعة النصر.
وأضاف عبد الله "وامتدت الملحمة المصرية من الصباح الذي تلى نكسة 1967، حين آمن المصريون بقدرتهم على الفعل، والعودة من جديد، وكانت العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة المصرية بعد التغييرات الاستراتيجية والديناميكية التي حدثت فيها مقدمة أساسية فيما حدث، وكانت معارك الاستنزاف حاملة وعدا بالقدرة على الانتصار الذى وجد طريقه فى السادس من أكتوبر 1973، حين عبرت قواتنا المسلحة إلى الضفة الأخرى من القناة، وحطمت خط بارليف، وقهرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعبرت مع ذلك كله كل خطوط اليأس.
وأشار عبد الله إلى أن سردية الانتصار حوت أعمالا أدبية اتخذ معظمها طابعًا تسجيليًا تكمن أهميته في سعيه للحفاظ على الذاكرة الوطنية، ورصد بطولات الجنود وبسالتهم على نحو تقريري، غير أن ثمة أعمالا أدبية أخرى اتخذت مسارا إبداعيا يتقاطع فيه الحربي مع الفني، ويتجادل داخله السياسي مع الثقافي، وينفتح النص الأدبي من خلاله على المزاوجة بين داخل النص الأدبي وخارجه، من قبيل رواية (الرفاعي) للكاتب جمال الغيطاني، التي تستلهم روافدها من بطولات مؤسس المجموعة القتالية 39، البطل المصري إبراهيم الرفاعي، أو نص الغيطاني (حكايات الغريب) التي يدور كثير من وقائعها في مدينة السويس الباسلة عبر مروية سائق عربة الصحافة الوديع الذي تحيله الحرب الدائرة إلى مقاتل جسور، عبر التحولات النفسية التي تعززها المعركة حين تستدعى من داخل الإنسان أشجع ما فيه.
وهناك روايات لعبت على مسألة التناقض بين الجبهة الداخلية والخارجية، مثلما نرى فى (أبناء الصمت) للروائى مجيد طوبيا، و(الحرب فى بر مصر) للكاتب يوسف القعيد، وهناك روايات تناولت موضوعات الحرب، ولعبت على المساحات النفسية للشخوص من قبيل (السمان يهاجر شرقا) للكاتب السيد نجم، و(رجال وشظايا) للكاتب سمير الفيل، و(ثعالب فى الدفرسوار) للكاتب أحمد عبده، (بورفؤاد 1973) للكاتبة جمال حسان.