"قطار الصحافة" يصل محطة "روزا"
"الدستور" تكشف كواليس ما خُفي في مذكرات موسى صبري
منذ التحاقه بمجلة "صباح الخير" سنة 1976 وهو يبحث عن كل جديد يقدمه على صفحاتها؛ باحثًا ومحققًا ومحاورًا يليق بإنتمائه لمدرسة "روزاليوسف" الصحفية التى أصبح واحدًا من كتيبتها وقياداتها ومؤرخيها بعد خبطاته الصحفية وانفراداته المتلاحقة، إنه الكاتب الصحفي والمؤرّخ رشاد كامل، رئيس تحرير مجلة" صباح الخير" الأسبق؛ الذى يشارك قرائه ومتابعيه على حسابه بموقع التواصل "فيسبوك" صوراً تجمعه مع واحد من أسطوات الصحافة الكبار ممَن تربّي في محرابهم وتتلمذ على أيديهم وحاورهم كصحفى يمتلك أدواته.
رشاد كامل "جبرتي روز اليوسف" الذى أرّخ للصحافة وتحولاتها دون انفصال عن مجتمعنا وواقعنا، فأصبحت أعماله فيما بعد تراثًا صحفيًا مرجعيًا لأبنائه وتلاميذه من الصحفيين؛ شارك متابعيه صورة له جمعته بواحد من أسطوات المهنة الكبار الذين حاورهم الأستاذ الكبير موسى صبرى، رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس تحرير صحيفة الأخبار؛ وذلك بعد خروجه على المعاش في نهاية عام 1984 بحوالى سنة؛ مسجلًا ذكرياته لمدة 9 ساعات والتي نشرت كاملة في مجلة "صباح الخير" بفضل تشجيع رئيس تحريرها الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس.
“الدستور” استقلت قطار الذكريات مع "جبرتى روزا" ووقفت على شريط قطار الصحافة تستعيد ما خُفي في مذكرات الراحل موسى صبري في السطور التالية:
"قتلة آخرون للسادات".. مذكرات صلاح حافظ السبب
كشف الكاتب الصحفي والمؤرخ رشاد كامل عن سبب تسجيله لذكريات موسي صبرى والتي تعود الى قصة طريفة عام 1984 تلك السنة التى يرى رشاد أنها "سنة السّعد" بالنسبة له؛ لأنه بدأ فيها تسجيل ونشر أول مذكرات الكاتب الصحفي الكبير صلاح حافظ رئيس تحرير مجلة روز اليوسف والتي نشرت فى مجلة "صباح الخير" برئاسة تحرير لويس جريس فى 8 أو 9 حلقات وكانت أولى حلقاتها بعنوان "قتلة آخرون للسادات" وهى الحلقة التى دفعت موسى صبرى للمطالبة بحق الرد فى "صباح الخير" خاصة بعد أن أشار حافظ في مذكراته إلى أن موسى صبرى بكتاباته ساهم فى قتل الرئيس الراحل.
"جبرتي روزا" تابع فى حديثه لـ"الدستور"؛ قائلًا:"بعد نشر الحلقة الاولى فوجئت باتصال موسى صبرى بالمجلة لمحادثة لويس جريس الذى لم يكن فى مكتبه آنذاك؛ وقمت بالرد عليه حيث طلب نشر رده على ما أثير فى ذكريات صلاح حافظ له؛ وبالفعل وافق لويس جريس على نشرها عبر 4 حلقات تحت عنوان "صلاح حافظ.. تذكر ولا تتنكر".
وواصل حديثه: "موسى صبرى اتصل بي ليشكرني على نشر الرد فى المجلة، فانتهزت الفرصة وطلبت منه إجراء حوار طويل فوافق، وقتها عاود صبرى الاتصال بى في عام 1985 أو 1986 أى بعد نشر الحلقات بفترة طويلة وقال لي لو أنت متحمس لنشر الحوار معي فأنا فاضى؛ وقتها ذهبت إلى أخبار اليوم لمقابلته فى الدور الثاني بالمبني القديم وقتها كان انطباعه أنى صحفي عجوز بعد أن قرأ مذكراتي صلاح حافظ التى نشرتها بالمجلة وفوجئ أننى فى الثلاثين من عمري؛ وبالفعل أجرينا الحوار مرتين في الأسبوع لمدة 9 ساعات.
بكاء المذكرات
رشاد "كشف أيضًا كواليس تسجيله مذكرات صاحب كتاب "50 عاما فى قطار الصحافة" مؤكدًا أن موسى صبرى لم يستطع أن يمسك دموعه لمرتين أثناء تسجيله مذكراته لمجلة "صباح الخير" الأولي كانت عندما جاءت سيرة الرئيس السادات ومشهد اغتياله فى 1981؛ حيث دخل فى موجة بكاء غير طبيعية لانهما عشرة عمر منذ سنة 1943، أما المرة الثانية اللى بكى فيها موسى صبرى عندما قال له:"إنك بتدافع عن النظام عمّال على بطّال وقتها بكي موسى صبرى وقال لرشاد كامل:"أنا بدافع عن نظام وطني مش خارجي".
موسى صبرى: لا يقرأ لقاءاته إلا بعد النشر
كما كشف رشاد كامل أنه بعد انتهاء تسجيل حلقاته مع موسى صبرى ذهب لمراجعتها قبل النشر؛ وإذ بالأخير يقول له:"أنا مش متعود ألا أقرأ أى لقاء صحفى معي إلا بعد نشره.. وأخذ منه الحلقات وقام بوضعها فى شنطة رشاد كامل".