منذر رياحنة: الجمهور ينادينى بـ«المعلم عنتر».. وذهبت لأسواق السمك قبل التصوير
تفاعل الجمهوران المصرى والعربى بقوة مع شخصية «المعلم عنتر»، التى جسدها الفنان الأردنى منذر رياحنة فى مسلسل «المعلم»، الذى ينافس فى الماراثون الرمضانى هذا العام، ورأى النجم أنه «قدم شرًا مختلفًا هذه المرة».
وقال «منذر»، فى حواره مع «الدستور»، إن الشخصية، التى جسدها أمام النجم مصطفى شعبان بمسلسل «المعلم» لا تشبه شخصيته أمام محمد رمضان العام الماضى، موضحًا: «الاتنين شر، وفى الاتنين أبويا طارق النهرى، لكن عنتر لا يؤمن بالشر المطلق، والشر بالنسبة له رد فعل».
وأكد أنه يفضل نهج الفنان الراحل أحمد زكى فى التمثيل، مشيرًا إلى أن العمل لم يتعمد الاشتباك مع الترندات كغيره، بل أعاد للأذهان دراما الزمن الجميل، التى تناسب كل أفراد الأسرة.
■ بداية.. كيف استقبلت ردود الأفعال حول مسلسل «المعلم»؟
- ردود الأفعال فاقت جميع توقعاتنا؛ فالجمهور أحب المسلسل واندمج مع الأحداث وتأثر بكل شخصية ظهرت فى العمل، وهذا نجاح كبير.
وأسعدنى بلا شك أن العمل احتل قوائم الترند فى مواقع التواصل الاجتماعى، فى مصر وعدد من الدول العربية، وأى فنان هدفه الأساسى هو الوصول إلى الجمهور وإرضاؤه، وتفاعل المشاهد مع الدراما دليل على النجاح فى الوصول لكل الفئات.
■ رأى البعض أن المسلسل أعاد للأذهان دراما الماضى المصنوعة بدقة.. ما رأيك؟
- هذا صحيح، فالمسلسل يقدم الفن بطعم «مسلسلات زمان»، ولا يتعمد الاشتباك مع الترندات كغيره من الأعمال التى تحاول استفزاز الجمهور للمشاهدة عبر الاقتراب من القضايا الشهيرة أو «الترند».
كنا حريصين على تقديم عمل تليفزيونى للأسرة، يستمتع به الكبير والصغير، وهذا ما دفعنى عند قراءة السيناريو للمشاركة فى العمل.
هذا المسلسل يسير على أساسيات الدراما التليفزيونية المصرية «دون تكلف»، أى أننا قدمنا السهل الممتنع؛ فالسهل هو الذى يصل للجمهور فى النهاية، وهذا دورنا كفنانين أن نصل إلى الناس.
■ كيف كانت استعداداتك لتجسيد الشخصية؟
- حرصت على الذهاب إلى أسواق السمك، فلا بد من أن يرى الممثل الحقيقة ويرصد الشخصيات الواقعية، ولذا شاهدت الأسواق وكيف يتعامل الأشخاص هناك، وكذلك «تعامل المعلمين مع صبيانهم ومع بعضهم البعض».
ولاحظت كيف تكون انفعالاتهم وردود أفعالهم وتعاملهم فى أكثر من موقف، سواء فرحًا أو حزنًا أو غضبًا، وأنا بشكل شخصى لا أنتمى لفكرة نقل الواقع كما هو، لكنى أنتمى للحقيقة؛ أى أننى لا أنظر من منظور أننى سأقتبس روح المكان، بل إنى أكون «المكان نفسه».
وما أقوله هنا ليس من عندى، بل هو المنهج الذى سار عليه النجم الراحل أحمد زكى فى أعماله.
على سبيل المثال، فى فيلم «البيه البواب» جعل أحمد زكى جميع من شاهد هذا العمل يصدق أنه فعلًا حارس عقار.
■ لماذا وافقت على تجسيد شخصية «المعلم عنتر» رغم أنك قدمت نمط الشر فى العام الماضى بمسلسل «جعفر العمدة»؟
- عندما قرأت شخصية «المعلم عنتر» رأيتها تحديًا كبيرًا بالنسبة لىّ، خاصة أننى قدمت الشر العام الماضى بشخصية «شوقى فتح الله» فى مسلسل «جعفر العمدة»، بطولة صديقى محمد رمضان، ولكن هذه الشخصية مختلفة.
«عنتر» يختلف عن «شوقى»، لأنه لا يعتمد على الشر المطلق، بل يكون الشر «رد فعل» بسبب ما يحيط به من أحداث.. هناك جزء عاطفى فى الشخصية، وصل إلى حد العشق.
وكان هناك تحد ثانٍ، وهو أن والدى فى المسلسل الأول كان النجم طارق النهرى، وفى المسلسل الثانى أيضًا هو والدى، فكان علىّ أن أفصل بين الشخصيتين، وأعتقد أن التوفيق كان حليفى، لأن الجمهور أصبح ينادينى بـ«المعلم عنتر»، وهذا يدل على أننى استطعت أن أجعل الجمهور ينسى شخصية «شوقى فتح الله»، ويندمج مع الشخصية الجديدة، وهذا نجاح فى حد ذاته.
■ كيف كانت كواليس التصوير؟
- كانت من أجمل الكواليس التى دخلتها طوال مسيرتى الفنية، فقد كان الجميع يحرص على التعاون والود. واستمتعت بالجلوس مع النجوم الكبار، خاصة النجم أحمد بدير، الذى أعتبره دائمًا فاكهة أى عمل فنى يشارك فيه، وأعشق التمثيل أمامه.
كما شعرت باستمتاع كبير عندما سافرنا إلى السويس لتصوير بعض المشاهد، لأن هذه المدينة لها تاريخ كبير، وحينما دخلت السويس اقشعر جسدى، احترامًا لشهداء هذه المحافظة.
■ لأول مرة تتعاون مع المخرج مرقس عادل والمؤلف محمد الشواف.. كيف كان الأمر؟
- استمتعت بالعمل معهما، ومع جميع أعضاء فريق العمل، فالمخرج مرقس عادل يسير بخطى ثابتة ولديه موهبة ورؤية إخراجية مختلفة، وهو الجندى المجهول فى نجاح هذا العمل، بجانب المؤلف محمد الشواف، الذى أبدع فى كتابة سيناريو مسلسل «المعلم»، واعتمد فى مصطلحاته على السجع وتقديم لغة درامية تتماشى مع أجواء العمل، التى تدور داخل شادر السمك، وقدم لغة المعلمين بشكل معاصر، وكانت هناك جمل داخل السيناريو كما لو كان يعيش فى هذا العالم من قبل.
■ كيف كان التعاون مع النجم مصطفى شعبان وبقية النجوم؟
- مصطفى شعبان قدم خلال مسلسل «المعلم» شخصية مختلفة تمامًا عن كل ما قدمه فى مسيرته التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة، وهذا ما لاحظه الجمهور وأشاد به عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
«مصطفى» فنان كبير ومتميز ولديه طاقة تمثيلية كبيرة، وهو أكثر من صديق، ومهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه، وأحب أن أوجه له التهنئة على هذا النجاح العظيم.
وأشيد بمجهود كل النجوم المشاركين فى العمل، الذى يضم نخبة كبيرة من النجوم وأساتذة الفن، مثل أحمد بدير وأحمد فؤاد سليم وفتوح أحمد وسلوى عثمان وانتصار وسلوى خطاب.. صنعوا معًا مباراة تمثيلية كانت من أهم أسباب نجاح العمل.
كنت أشعر بقلق كبير من الوقوف أمام نجوم بهذا الحجم، فجميع مشاهد المسلسل كانت تضم أكثر من نجم داخل كادر واحد، وكنت دائمًا أقول للمخرج مرقس عادل «ربنا يعينك على التصوير».
كل فنان شارك فى هذا العمل من صغيرنا حتى كبيرنا قدم أقصى ما فى جهده لخروج هذا العمل بالشكل اللائق بالجمهورين المصرى والعربى، وأحب أن أوجه لزملائى التحية والتقدير.
■ ما رأيك فى البطولات الجماعية؟
- البطولة الجماعية هى سر نجاح أى عمل فنى فى الوقت الحالى، فمن الطبيعى أن يكون هناك نجم يحمل اسم العمل، ولكن الأهم من ذلك صناعة «توليفة من النجوم المشاركين معه فى العمل».
البطولات الجماعية قائمة على التكامل بين عناصر العمل الفنى، لا التنافس، وهذا ما لاحظناه فى مسلسل «المعلم».
على سبيل المثال، كل مشهد فى العمل يضم نجمًا كبيرًا له تاريخ، وهذا يجعل المشاهد لا يشعر بملل أو فجوة فى الأداء التمثيلى، فتكون الحلقة الواحدة عبارة عن مباراة تمثيلية شرسة بين الفنانين المشاركين، وفى النهاية هذا يكون فى صالح العمل ويجعله يحقق نجاحًا كبيرًا.
■ ألم تفكر فى البطولة المطلقة؟
- لا أبحث عن البطولة المطلقة من أجل اسمها فقط كما يفعل البعض، الأهم بالنسبة لى هو مدى تأثير الشخصية التى أقدمها للجمهور خلال الأحداث، حتى وإن كنت سأظهر كضيف شرف.
مصطلح البطولة المطلقة ليس مقياس نجاح أو فشل الفنان، فهناك فنانون يظهرون كضيوف شرف فى مشهد واحد فقط، ويشيد بهم الجمهور، بل من الممكن أن يجعلوا العمل «ترند» على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب هذا المشهد البسيط.
■ ما تقييمك لجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تطوير الدراما المصرية؟
- الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أصبحت من أكبر الشركات الرائدة فى مجال الفن والإعلام على مستوى الوطن العربى، وقدمت العديد من الأعمال التليفزيونية على مدار السنوات الأخيرة، ونجحت فى تطوير الدراما على مستوى القصة والصورة.
«المتحدة» تسير بخطوات وأهداف واضحة وتهتم بالمستقبل بشكل كبير، وهذا ما شاهدناه فى أعمال ضخمة قدمت للجمهور هذا العام، فهناك اختلاف وتنوع فى القضايا.