رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب إنجليزي خدم في الجيش المصري.. ما حكاية الضابط جاير أندرسون باشا؟

جاير أندرسون
جاير أندرسون

يبذل الكثير من الأطباء الكثير من الجهود لخدمة المرضى ورعايتهم، وعلى مر العصور نجد أن الطبيب هو أحد أهم صانعي الحضارة المصرية، منذ مصر القديمة وحتى الآن.

ما حكاية الطبيب جاير أندرسون؟

كما أن مصر احتضنت الكثير من الأطباء والمفكرين والمثقفين، الذين خدموا على أرضها بصدق وأمانة، ومنهم الطبيب الإنجليزي جاير أندرسون باشا.. فما حكايته؟

عرف الطبيب جاير أندرسون، بجهوده المضنية لخدمة المصريين، فهو أحد الضباط الأطباء في الجيش الإنجليزي اللذين خدموا في الجيش المصري والإنجليزي في وادي النيل سنة 1881م، درس في تونبردج ثم تخرج كطبيب 1903م في لندن، والتحق بالخدمة في الجيش البريطاني 1904م، ثم في الجيش المصري 1906م.

ووفقا لقطاع المتاحف بوزراة الآثار والسياحة، فقد حصل على لقب الباشوية من الملك فاروق حيث أنه كان الطبيب المقرب إلى القصر الملكي، أهتم بالحضارة المصرية فقد كان شغوفًا بالآثار الشرقية وأعجب بمصر وكانت بمثابة وطنه الثاني بعد لندن. 


وزار جاير أندرسون منطقة جامع أحمد بن طولون في بداية إقامته بمصر وهذه الزيارة كانت سببًا في أقامته ببيت الكريتلية. أثناء زيارته للجامع شاهد سيدة ترتدي البرقع تظهر من خلف المشربية وظلت الصورة عالقة بذهنه وبعد إحالته للتقاعد عاد لزيارة المنطقة مرة أخرى، ووجد أن لجنة حفظ الآثار العربية بدأت في أعمال تطوير المنزلين. 

وتقدم جاير أندرسون بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية لكي يقوم بسكن البيت على أن يقوم باستكمال أعمال الترميم وتأثيثهما بمجموعته الأثرية النفسية التي كان يقتنيها حيث أنه كان جامع للآثار. قام أندرسون بعمل إصلاحات داخل المنزلين وأنفق الأموال الطائلة في الأثاث والتحف من البيوت الأثرية من مصر وغيرها.

ما حكاية المتحف المسمى على اسم الطبيب الإنجليزي جاير أندرسون؟

واقترح جاير أندرسون على لجنة حفظ الآثار العربية الاحتفاظ بهذه التحف تحت اسم "مجموعات جاير أندرسون" وأن يسمي المتحف باسمه وقد وافقت اللجنة اعترافًا بالجميل. 

وغادر أندرسون مصر، في عام 1942م،  لأسباب صحية، لكنه عاد إلى مصر مرة أخرى عام 1943م وقام بتوكيل المحامي الخاص به في تسليم البيت للحكومة المصرية وبالفعل تم افتتاح البيت كمتحف للجمهور.

ويعرض المتحف حاليا، مجموعة مجموعة جاير أندرسون الأثرية من مقتنيات أثرية فرعونية وإسلامية وآسيوية، حيث أصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكاً للشعب المصري بعد وفاته.