رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جيروزاليم بوست: نتنياهو عالق فى القرارات المصيرية.. وإنهاء حرب غزة الخيار الأمثل

نتنياهو
نتنياهو

وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من 6 أشهر بأنها واحدة من أشد الأزمات خطورة على إسرائيل، مشيرة إلى أن كل يوم يمر دون وضع حد لهذه الحرب يفاقم من الأزمة الكبرى التي تواجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي ويضعها في موقف لا يمكن الدفاع عنها فيه، ليس فقط فيما يتعلق بالمحتجزين، ولكن أيضًا بالنسبة لإسرائيل نفسها التي تنزلق نحو حافة الهاوية.

الحل الأمثل 

وأضافت الصحيفة أن محنة المحتجزين تعكس مدى إلحاح حل هذه الأزمة، وبالرغم من ذلك فإن بنيامين نتنياهو ووزراءه المتطرفين لا يزالون مترددين في اتخاذ قرار حاسم، إما تكثيف الجهود العسكرية واجتياح رفح أو تأمين صفقة فورية للإفراج عن المحتجزين.

وتابعت أن نتنياهو عالق الآن بين قرارات ستحدد مصيره المستقبلي، والمخاطر الهائلة التي تحيط بكلا القرارين كانت تتطلب قيادة حكيمة أكثر وضوحًا من تلك الموجودة.

وأضافت أن الحجج الداعمة لتعميق الحرب على غزة وغزو مدينة رفح بريًا سيكون لها تكلفة عالية للغاية من خلال المخاطرة بالمزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وبالتالي استمرار عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، والمخاطرة بالمزيد من العزلة الدولية لإسرائيل وإثارة غضب الإدارة الأمريكية والجيران العرب.

وتابعت أنه على العكس تمامًا، فإن الحجج الداعية لاستمرار المفاوضات ووقف الحرب وتحرير المحتجزين تعكس مدى الحاجة الفورية لإنهاء معاناة عشرات المحتجزين وإنقاذ آلاف الأرواح في رفح، من خلال منع المزيد من التصعيد العسكري وتحرير المحتجزين، كما تمهد مفاوضات الهدنة الطريق لشرق أوسط أكثر استقرارًا وعمليات سلام جديدة في المنطقة.

الإسرائيليون ينتفضون ضد نتنياهو بسبب حرب غزة

وأضافت أنه بالرغم من ذلك، فإن استمرار الخلاف والانقسامات ووصول الأمر أحيانًا في حكومة نتنياهو إلى طريق مسدود، فإن التكلفة البشرية تزداد حدة، بالشكل الذي دفع الكثير من الإسرائيليين للمطالبة بوقف الحرب ووضع نهاية لاستنزاف الموارد وإنهاء الانقسامات السياسية والمجتمعية.

وأشارت إلى أنه من منطلق هذه الأزمات والتهديدات الدولية، يتعين على حكومة نتنياهو اختيار مسار عمل سريع وحاسم، فإذا ما اختار نتنياهو استمرار الحرب فعليه تنفيذ مخططاته بسرعة مع وجود خطة لمستقبل القطاع وإعادة إعماره واستراتيجية لحماية مئات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين في رفح، حتى لا تكون النتيجة خسارة كل شىء: الحرب والسلام واستقرار المنطقة.

وأفادت الصحيفة بأنه إذا ما اختار نتنياهو الحل الآخر، وهو الخيار المثالي المتمثل في إنهاء الحرب والتعامل مع الأزمة بالدبلوماسية وليس القوى العسكرية، فيتعين عليه الاستفادة من التحالفات الدولية والقوة الدبلوماسية لضمان العودة الآمنة لكافة المحتجزين، والتزامات جادة من حماس بوقف الأعمال العدائية والعمل على إيجاد حلول للقضايا الأمنية، ويجب أن تكون هذه المفاوضات شفافة وأن تتضمن دعم الوسطاء الدوليين لضمان العدالة والالتزام بالمعايير الدولية.

وأكدت الصحيفة أن التردد والانقسامات وعدم وجود خطة واضحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلية كلها أمور لم تعد مقبولة، حيث يتعين على نتنياهو ورفاقه العمل الفوري لوقف الحرب في أقرب وقت والبدء في إعادة إعمار غزة، حتى لا تتورط إسرائيل أكثر في أكبر أزمة سياسية وعسكرية في تاريخها.