رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البيزنطية تحتفل بتذكار القدّيسين الأربعين شهيدًا المستشهدين في مدينة سبسطية

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بتذكار القدّيسين الأربعين شهيدًا المستشهدين في مدينة سبسطية وهم من كبادوكية قوّادٌ في فرقةٍ رومانيّة، تحت قيادة ليسياس الوثنيّ. توجَّهت فرقتهم لتقديم البخور للآلهة، فامتنع هؤلاء الأربعون عن تقديم الذبائح. إِستجوبهم الوالي أغريكولا فاعترفوا بأنّهم مسيحيّون. أخذ يتملّقهم ثمّ أمرهم بالسجود للآلهة فامتنعوا. جرَّدهم من جنديَّتِهم ووضعهم في السجن. أَمضَوا الليلَ في الصلاة دون أن يضعوا شيئًا في فمهم. أُلقوا إلى بحيرةٍ تجلَّدَ ماؤها. راحوا يشجعون بعضهم بعضًا. خرج أحدهم من البحيرة من شدّة البرد، فنزل جنديٌّ مكانه معترفًا بإيمانه. وظلّوا في البحيرة يعانون من الجليد إلى أن استشهدوا واحدًا فواحدًا، ونالوا إكليل الشهادة في التاسع من مارس سنة 320.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلاله: مَن كان حَسَنَ العبادة ومحبًّا لله فليتمتّع بحسن هذا العيد الفَرِح! مَن كان عبدًا أمينًا فليدخل فرح ربّه مسرورًا! مَن تعب صائمًا، فليأخذ الآن مكافأته. مَن عَمِلَ من الساعة الأولى، فليَقبَل اليوم حقَّه العادل. مَن قَدِمَ بعد الساعة الثالثة، فَليُعِّيدْ شاكرًا. مَن وافى بعد السادسة، فلا يشكّ مرتابًا، فإنّه لا يخسر شيئًا. مَن تخلّفَ إلى الساعة التاسعة، ليتقدّم غير مرتاب. ومَن وصلَ الساعة الحاديةَ عشرةَ، فلا يخشينَّ الإبطاء، لأنّ السيدَ كريمٌ جوَّاد، فهو يَقبلُ الأخيرَ كما يقبلُ الأوّل...، يرحمُ مَن جاءَ أخيرًا ويُرضي مَن جاءَ أوّلاً، يعطي هذا ويَهَبُ ذاك.

فادخلوا كلّكم إذًا نعيم سيّدكم! أيّها الأوّلون ويا أيّها الآخِرون...، أيّها الأغنياء ويا أيّها الفقراء...، سلكتم بإمساك أم توانيتم...، صمتم أم لم تصوموا، افرحوا اليوم. المائدة مملوءة، فتنعّموا كلّكم العجلُ سمينٌ، فلا ينصرف أحد جائعًا. تناولوا كلّكم مشروب الإيمان، تنعّموا كلّكم بغنى الصلاح. لا يتحسّر أحدٌ شاكيًا الفقر، لأنّ الملكوت قد ظهر للجميع؛ ولا يندب متذمِّرًا من الآثام لأنّ الصّفح قد بزغ من القبر مشرقًا؛ لا يخشَ أحدُ الموتَ، لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا. هو أخمد الموت لمّا مات، وسبى الجحيم لمّا انحدر إليها.

لقد سبق لإشعيا أن تنبّأ به ونادى قائلاَ: " مَثوى الأَمْواتِ مِن اسفَل اِرتَعَدَ مِنكَ عِندَ قدومكَ"  ارتعد لأنّه قد ألغي، ارتعد إذ هزئ به، ارتعد لأنّه قد أبيد. تناولت جسدًا فألْفَتهُ إلهًا؛ تناولت أرضًا فألفتها سماءً؛ تناولت ما كانت تنظر، فسقطت من حيث لم تنظر. "فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟"  قام الرّب يسوع المسيح وأنت صرعت! قام المسيح والشّيطان سقط! قام المسيح وفرح جمع الملائكة قام المسيح فانبعثت الحياة في الجميع! قام المسيح ولم يعد هناك أموات في القبر! قام المسيح من بين الأموات فكان باكورة الراقدين.