فلسطينيون لـ"الدستور": مصر الأقرب إلى نبض فلسطين.. ومرافعتها أمام "العدل الدولية" أساس القادم
أكد خبراء فلسطينيون أن مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية تاريخية ومهمة للغاية، فهي الأقرب إلى نبض فلسطين وأهلها الذين يتعرضون لجميع أنواع التنكيل والقتل والتشريد على يد الاحتلال.
وقال عزيز العصا، الباحث والكاتب السياسي الفلسطيني، إن الدكتورة ياسمين موسى، التي ألقت مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية، قدمت قراءة قانونية لما يجري في فلسطين منذ 75 عامًا.
وتابع العصا، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "ندعو إلى اعتبار المرافعة أساسًا لأي مرافعات قادمة تدافع عن القضية الفلسطينية، وسبق أن قلت إن الشقيقة مصر، التي مثلتها الدكتورة (موسى) في هذه المرافعة، هي الأقرب إلى نبض فلسطين وأهلها الذين- كما وصفت الدكتورة موسى- يتعرضون لجميع أنواع التنكيل والقتل والتشريد، من قبل أطول وأشرس احتلال في التاريخ المعاصر".
حماية الحق الفلسطينى
وأضاف "العصا": إنه في توجهها إلى الأمم المتحدة أكدت الدكتورة "موسى" ضرورة حماية الحق الفلسطيني في تقرير المصير، وأن الاحتلال الذي يهيمن على أرض فلسطين ككل لا يتوافق مع القانون الدولي، إذ إن هذا الاحتلال يحرم الشعب الفلسطيني من إقامة سيادته على أرضه، ويحرمه من الحقوق الطبيعية الاقتصادية والثقافية والدينية، وحرمان المسلمين والمسيحيين من العبادة والصلاة في القدس؛ عاصمتهم التاريخية ومدينتهم المقدسة، حتى إن إسرائيل تمنع حركة الفلسطيني من مكان إلى آخر داخل وطنه، من خلال تقطيع أوصال الوطن الفلسطيني في معازل تشكل شللًا تامًا لكل مقومات الحياة.
وأوضح "العصا": إن "موسى" توقفت عند ما فعلته إسرائيل في قطاع غزة بإعادته إلى العصور الوسطى، موضحة حالة التمييز العنصري التي تجري على أرض فلسطين، وإن ما تقوم به إسرائيل في فلسطين هو جريمة بحق الإنسانية، عززتها بقوانين عنصرية سنَّتها لتبرير احتلالها للشعب الفلسطيني وإخضاع الفلسطينيين بالقوة، مؤكدة أن إسرائيل لا تملك الحق في الدفاع عن نفسها أمام شعب تحتله هي بالقوة، وعليه ترفض "موسى" ادعاء الاحتلال الدفاع عن النفس في حربه على غزة.
وتابع: "لعل ذلك يشمل جميع شعوب المنطقة، مصر والأردن وسوريا ولبنان، من خلال حروبها، التي أدت إلى جحافل الشهداء من المدنيين والعسكريين، وإلى استنزاف اقتصاديات تلك الدول، في حروب الاستنزاف في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته".
مرافعة مصر استراتيجية دولية
وقال إن خاتمة مرافعة مصر تشكل استراتيجية عمل على المستوى الدولي، عندما دعت إلى وقف دعم إسرائيل من قبل دول العالم؛ لأن هذا الدعم يؤدي إلى تمديد هذا الاحتلال، كذلك كشفت "موسى" واقع الحال، والعلاج، بقولها: لا أمن، ولا سلام، ولا استقرار، ولا ازدهار في الشرق الأوسط ما لم تتحقق العدالة للشعب الفلسطيني.
وطالبت "موسى"، بدفع إسرائيل تعويضات لكل من تضرر من ممارساتها على المستويين الجماعي والفردي.
فيما قال القبطان محمد اسبيته، القيادي الفلسطيني ومستشار هيئة الموانئ الفلسطينية السابق، إن مذكرة ومرافعة مصر وطنية وواضحة بانتظام، وتوضح الموقف المصري من القضية الفلسطينية منذ زمن ولا علاقة له بالحرب الدائرة في غزة.
وأضاف اسبيته، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المذكرة المصرية جرَّمت الاحتلال الإسرائيلي بشكل عام، وأن هذا الاحتلال هو السبب الرئيسي لما يجري في المنطقة برمتها.