أستاذ قانون دولى: تصريحات بايدن بشأن رفض مصر فتح رفح غير دقيقة
قال الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي، إن البيان الصادر الجمعة عن الرئاسة المصرية بشأن الأوضاع في قطاع غزة ردا على تصريحات الرئيس بايدن، يؤكد حقيقة مهمة وهي أن استمرار القصف الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح كان السبب الرئيسي في عدم تمكن المساعدات من الوصول إلى القطاع في البداية.
ووصف الدكتور مهران، في تصريحات صحفية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن بشأن رفض الرئيس المصري السيسي فتح معبر رفح، أنها غير دقيقة وعارية تماما عن الصحة، مؤكدا أن بيان الرئاسة المصرية أكد ذلك حيث فتحت مصر المعبر منذ البداية ووفرت كل التسهيلات اللازمة، مستشهدا بحضور المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أمام معبر رفح واثباته الحصار الإسرائيلي.
وأوضح أنه وفقًا للقانون الدولي والإنساني، تقع على إسرائيل باعتبارها السلطة المحتلة مسؤولية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وعدم إعاقتها أو استهداف الممرات والمعابر الحدودية التي تمر من خلالها هذه المساعدات.
وأضاف الخبير الدولي أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على معبر رفح شكلت انتهاكًا صارخًا لالتزامات إسرائيل تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة وحقهم في تلقي المساعدات الإنسانية الضرورية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعرض إسرائيل للمساءلة القانونية على المستويين الوطني والدولي.
ونوه أيضا بأن الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة خلال العدوان الأخير شكلت جرائم حرب بموجب القانون الدولي، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك العاجل لاتخاذ الاجراءات اللازمة بشأن التحقيقات في هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها قضائيًا، مشيرًا إلى أن حصار إسرائيل المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عامًا يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وقد تسبب في أزمة إنسانية خانقة تفاقمت بفعل الحرب الأخيرة.
وحث الدكتور مهران المجتمع الدولي على الضغط بقوة على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة والسماح بإعادة إعمار القطاع، محذرًا من استمرار الوضع الراهن وانعكاساته السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا الى ضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويمهد الطريق نحو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وناشد أستاذ القانون الدولي الإدارة الأمريكية مراجعة موقفها وعدم تحميل مصر مسؤولية تعطل وصول المساعدات، مشددًا على أن العائق الرئيسي كان القصف الإسرائيلي المتكرر لمعبر رفح بحسب ما أكدته الرئاسة المصرية، مطالبا إياها بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على المدنيين في غزة ورفع الحصار، باعتبارها الداعم الرئيسي لإسرائيل، بدلًا من انتقاد الجهود المصرية لإدخال المساعدات.
وشدد مهران على أن دور مصر كان أساسيًا وحاسمًا في محاولة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة رغم الظروف الصعبة، منوهًا بالجهود المصرية على كافة الأصعدة لإنقاذ الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته الإنسانية.