تأمين استهلاك رمضان.. تلبية احتياجات المواطن المصرى فى المقام الأول
الفول.. ضخ 100 ألف طن لتوفير «سحور» وضبط الأسعار
يزيد استهلاك المصريين من الفول خلال شهر رمضان المبارك للضعف، ما جعل هناك توقعات بارتفاع سعره مجددًا، وفى المقابل ضمنت الدولة دخول ١٠٠ ألف طن فول للبلاد، ما سيزيد المعروض من تلك السلعة المهمة للمصريين، ويساعد فى ضبط الأسعار.
وقال خبراء، لـ«الدستور»، إن مصر تستورد كميات كبيرة من الفول لأن زراعته فى مصر ليست منتشرة بالشكل الكافى، إذ ننتج نحو ١٠٠ ألف طن فقط، ويجرى استيراد الباقى لسد احتياجات السوق المحلية، التى تصل إلى ٦٠٠ ألف طن سنويًا.
ورأى عزت عزيز، عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، أن السبب فى ارتفاع أسعار الفول خلال الفترة الماضية هو تصاعد هجمات الحوثيين على السفن فى البحر الأحمر، الذى يأتى دعمًا منهم لحركة «حماس» الفلسطينية، خلال حربها مع الكيان الصهيونى فى غزة، موضحًا: «تستهدف هذه الهجمات مسارات الملاحة بين الشرق والغرب، ما أدى إلى تغيير بعض الشركات مسارات سفنها لتجنب المنطقة المتوترة، الأمر الذى تسبب فى تأخير شحنات الفول الآتية لمصر».
وأضاف «عزيز»: «تأخر وصول شحنات الفول تسبب فى نقص المعروض منه، وبالتالى ارتفاع سعره مع زيادة الطلب»، مشيرًا إلى أن الدولة ستضخ الـ١٠٠ ألف طن قريبًا. وتابع: «الأسعار الآن تصل إلى ٤٥ جنيهًا للكيلو، بينما فى حالة دخول تلك الكميات سوف تصل الأسعار إلى ٤٠ جنيهًا للكيلو»، مؤكدًا أن هناك كميات أخرى ستصل للبلاد قبل شهر رمضان.
وذكر أن استهلاك المصريين للفول يزيد خلال الشهر الكريم، لأنه يعتبر الوجبة الأساسية على سفرة المصريين فى السحور.
ولفت عضو غرفة صناعة الحبوب إلى أن حجم الاستهلاك المحلى من الفول يصل إلى ٦٠٠ ألف طن سنويًا، لكن حجم الإنتاج المحلى من الفول لا يتخطى ١٠٠ ألف طن، وكشف عن أن هناك مبادرة سوف تطلقها وزارة التموين والتجارة الداخلية، خلال ١٠ أيام، بالتعاون مع وزارة الداخلية؛ لطرح جميع السلع بأسعار مخفضة بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان.
ونوه بأن زراعة الفول تواجه تحديًا كبيرًا، وأن العدس من السلع المتوافرة الآن رغم زيادة استهلاكه خلال أشهر الشتاء، ولكن لدينا مخزون كافٍ منه، لافتًا إلى أن العدس سيجرى استيراده من الخارج بشكل كبير خاصة خلال فصول الشتاء. من جهته، قال مصطفى النجارى، رئيس شعبة الأرز فى المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن ارتفاع أسعار البقوليات، خاصة الفول والعدس، حدث نتيجة زيادة الطلب على هذه البقوليات كمصدر رئيسى للتغذية.
وتوقع «النجارى» زيادة فى أسعار الفول خلال شهر رمضان، بسبب التزايد فى الطلب خلال هذا الشهر الكريم.
وأوضح: «مصر تستورد سنويًا حوالى ١٣٠ ألف طن من العدس، ما يمثل ٩٥٪ من الاستهلاك، و٥٠٠ ألف طن من الفول لتلبية احتياجات تقدر بـ٦٠٠ ألف طن سنويًا، بينما يبلغ الإنتاج المحلى ١٠٠ ألف طن».
وأشار إلى أن سعر الفول المستورد يتراوح بين ٣٧ و٣٨ جنيهًا، مقارنة بـ٤٥ جنيهًا للفول البلدى، ورغم تعدد حلقات التداول، يرتفع سعر المستورد ليتراوح بين ٧٠ و٧٥ جنيهًا، فى حين يصل سعر العدس إلى ٨٠ جنيهًا للكيلو للمستهلك.
وفيما يتعلق بالتوقعات، لم يتوقع حدوث زيادات فى أسعار العدس، نظرًا لتراجع الإقبال عليه فى شهر رمضان، بينما يتوقع زيادة فى أسعار الأرز خلال الفترة المقبلة، خاصة خلال رمضان بحدود ٢ أو ٣ جنيهات، نظرًا للاستهلاك الشهرى البالغ ٣٠٠ ألف طن والأسعار الحالية بين ٣٥ و٤٠ جنيهًا للكيلو.
المكرونة.. اكتفاء ذاتى.. أسعار مناسبة.. والفائض للتصدير
قال خبراء فى صناعة المكرونة إن السلعة مكون أساسى لطاولة المصريين فى شهر رمضان المبارك، مُقللين من أنباء ارتفاع أسعارها، خاصة أن مصر تنتجها، وتصدر الفائض منها للدول الإفريقية، كما أن جودتها تضاهى وربما تزيد على المستوردة. وأوضح وجدى المشد، عضو شعبة المكرونة بغرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، أن شهر رمضان يشهد زيادة فى استهلاك المكرونة، كونها تأتى فى المرتبة الثالثة فى تفضيلات المواطنين، بعد الخبز والأرز. وأرجع سبب ارتفاع أسعارها حاليًا إلى زيادة أسعار الدقيق، ووصول الكيلو إلى ٢١ جنيهًا، مشيرًا إلى أن القمح الذى يدخل فى صناعة المكرونة مستورد بشكل كامل من الخارج. ولفت إلى أن سعر كيلو المكرونة وصل إلى ٣٠ جنيهًا للكيلو، و«هذه الأسعار مناسبة للمنتج والمستهلك فى ظل التضخم العالمى»، مشددًا على أن اقتصاد العالم يتأثر بالحروب والصراعات الحالية، والأمر لا يقتصر على الاقتصاد المصرى فقط. وقال إن مصر تصدر الكميات الفائضة من المكرونة إلى الدول الإفريقية، كاشفًا عن تراجع الاستهلاك بنسبة ٢٠٪، بسبب زيادة الأسعار، و«الأمر يعتمد على العرض والطلب فى الأسواق، وهناك توجه لزيادة الإنتاج، وتصدير كميات أكبر». من جهته، قال أحمد عنانى، عضو شعبة المكرونة بغرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن زيادة أسعار القمح تؤثر على صناعة المكرونة، لافتًا إلى أن تلك الصناعة تعتمد على الاستيراد بشكل كامل. وأضاف: «السبب فى زيادة أسعار المكرونة قبل شهر رمضان هو أن الجمعيات الخيرية تسحب كميات كبيرة منها، لتجهيز الشنط الرمضانية»، مؤكدًا أن المنتج المصرى عالى الجودة، ولا حاجة لاستيراد المكرونة من الخارج، بل توجد ثقة فى المكرونة المصرية، خاصة فى الدول الإفريقية.
وشدد على أن الدولة تنظم معارض، وتخفض أسعار المنتجات فى شهر رمضان، وأيضًا تضخ المزيد من السلع، ليصبح هناك توازن بين العرض والطلب، لتلبية احتياجات المواطن المصرى فى المقام الأول. وعن أبرز الدول التى تستورد مصر منها القمح، فهى: روسيا التى تأتى منها النسبة الأكبر، وكذلك أوكرانيا، وأغلب الشحنات يأتى منهما بنسبة ٨٠٪، مشيرًا إلى أن الحرب الدائرة بينهما لم تؤثر على نسب الاستيراد، لوجود كميات كبيرة من القمح لديهما.
وتابع: «سعر القمح وقت الحرب كان ٣٥٠ دولارًا، واليوم ٢٦٠ دولارًا، والسبب هو أن الكثير من الدول قطع علاقته بروسيا بعد الحرب، لذا أصبح لديه كميات كبيرة من القمح، وأيضًا الموانئ الأوكرانية ممتلئة بالقمح، ويمكن شراؤه بـ١٠٠ دولار، ولكن الأزمة فى التخزين».
الألبان.. اللبن السائب يكفى لصناعة «الزبادى»
شدد عبده الإمام، عضو شعبة الألبان بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، على أن زيادة أسعار الأعلاف أثرت بشكل مباشر على أسعار اللحوم، كما أثرت أيضًا على أسعار الألبان ومنتجاتها، لافتًا إلى أن حجم إنتاج مصر من الألبان تراجع بنسبة ٣٠٪ بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق، لكنها لا تزال تتمتع بمخزون آمن ويكفى الاستهلاك المحلى.
وأوضح أن استهلاك المصريين للجبن والألبان يزيد خلال شهر رمضان المبارك، ويتضاعف استهلاك اللبن الزبادى بنسبة ١٠٠٪، مع تراجع ضخ الألبان إلى المصانع بنسبة كبيرة، إذ إن عددًا كبيرًا من المواطنين يشترون اللبن السائب لتحويله إلى زبادى.
وأضاف: «أنواع الجبن المختلفة فى رمضان لا يكون عليها إقبال كبير، باستثناء أنواع قليلة مثل الجبن القريش، لذا لن يكون هناك تأثير للارتفاع المبالغ فيه فى أسعار الأجبان المستوردة، خاصة أن الجبن المصرى ذو جودة عالية ويكفى لتغطية السوق». وتابع: «فى رمضان يتراجع استهلاك الجبن بنسبة ٣٠٪، ويزيد استهلاك اللبن السائب والزبادى بنسبة ١٠٠٪، وعمومًا لا يتم استيراد اللبن السائب من الخارج، لأن الإنتاج المحلى يكفى، رغم أن المصانع أصبحت تتجه إلى شرائه الآن بكثرة كبديل عن اللبن المجفف الذى ارتفعت أسعاره كثيرًا فى الفترة الأخيرة».
الأرز.. زيادة المعروض بعد استيراد 100 ألف طن
قال مجدى الوليلى، عضو غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن ارتفاع أسعار الأرز مرتبط بعدة عناصر، مثل حجم الطلب وتكلفة التعبئة والتضخم العالمى.
وأضاف، لـ«الدستور»، أن استهلاك المصريين من الأرز يزداد بنسبة ٣٠٪ خلال شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الحكومة استوردت ما يقرب من ١٠٠ ألف طن من الأرز خلال الفترة الماضية، والاستهلاك الشهرى يتراوح بين ٢٨٠ و٣٠٠ ألف طن شهريًا.
وأكد «الوليلى» أنه توجد وفرة فى المعروض من الأرز فى الأسواق، لكن المشكلة فى أسعاره المرتفعة، موضحًا أن أسعار بلاستيك التغليف ارتفعت من ٤٠ ألف جنيه إلى ١٨٠ ألفًا للطن، وطن الأرز قد يكلف ٢٥٠٠ جنيه للتعبئة فقط.
وأشار إلى أن الاحتياطى الاستراتيجى من السلعة آمن ويتخطى الستة أشهر، مع توافر كل المواد الخام ومستلزمات الإنتاج لدى المنتجين والموردين والتجار لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة، مشددًا على أنه لا توجد أزمة فى السلعة إذ إنها متوافرة بشكل كامل، إلا أن المشكلة تكمن فى الأسعار التى ترتفع بشكل ملحوظ، نتيجة التضحم العالمى.
بيض المائدة.. متوافر.. ولا أزمة خلال الشهر الكريم
أكد أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة البيض باتحاد منتجى الدواجن، أن سلعة بيض المائدة متوافرة، واستهلاكها لن يرتفع خلال شهر رمضان، مضيفًا أن مصر لا توجد فيها أزمة إنتاج، ولكن الأزمة فى أسعار المدخلات، التى أثرت بشكل كبير على سوق الدواجن والبيض.
وكشف عن أن حجم إنتاج مصر من البيض بدأ فى التراجع بنسبة ٦٠٪، موضحًا أن الإنتاج خلال ٢٠٢٣ كان يبلغ مليونًا و٢٠٠ ألف كرتونة يوميًا، وتراجع الآن ليصل إلى ٥٥٠ ألف كرتونة يوميًا فى الفترة الحالية.
وقال: «هناك عدد كبير من الدواجن الأمهات خرجت من المنظومة، وهذا أثر على حجم إنتاج الكتاكيت، الذى تراجع إلى أكثر من الربع، فى ظل طول دورات الإنتاج للبياض، مع زيادة أسعار مدخلات الإنتاج».
بدوره، قال ماهر نسيم، عضو شعبة بيض المائدة باتحاد منتجى الدواجن، إن استهلاك البيض فى رمضان يكون أقل من الطبيعى، مضيفًا أن الإنتاج المحلى يغطى السوق بشكل كامل، وتصل تكلفة الطبق على المُنتج إلى ١٥٦ جنيهًا.