الكاتب العراقي عبد النبي الزيدي يشارك في معرض الكتاب بـ “الإلهيات وما بعدها”
يشارك الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي، في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال أحدث إبداعاته، كتاب “الإلهيات وما بعدها”.. نصوص مسرحية.
قراءة مغايرة تستدعي المقدس
وفي تصريحات خاصة لـ “الدستور” كشف علي عبد النبي الزيدي، ملامح كتابه الجديد والذي يشارك من خلاله بمعرض القاهرة للكتاب، مشيرا إلي: كتاب ما بعد الإلهيات صدر عن دار الفنون والآداب في البصرة، في (448) صفحة، مع مقدمة كتبتها تحت عنوان ورطة الكتابة للمسرح.
والكتاب على شكل جزئين، الجزء الأول بعنوان “الإلهيات”، والجزء الثاني بعنوان “مابعد الالهيات” وضم مجموعة كبيرة من النصوص التي كتبت في السنوات العشر الأخيرة.
وعن نصوص كتابه تابع علي عبد النبي الزيدي: منها نصوص: يارب، اطفائيثيوس، دنيا، واقع خرافي، ابن الخايبة، لقاء رومانسي، جسر الزيتون، فلك أسود، وجهت وجهي، كيف تصبح شريفا في خمسة أيام، باب الحوائج، آخر نسخة منا، املأ الفراغات.
وحول طبيعة الكتاب وفلسفته أوضح الزيدي: يأتي هذا الكتاب ضمن مشروع نصوص تستدعي المقدس، او تقرأه قراءتها الخاصة وجرّه الى المشكل الآن، أي الحياة الواقعية اليوم وما في من أسئلة وهموم وأحلام، وهي نصوص تحاول أن تحقق الصدمة لدى المتلقي بجرأتها ومحاولاتها أن تكون مختلفة وقادرة على قراءة الواقع قراءة غير متوقعة، وقد قدم العديد من نصوص هذا الكتاب على خشبات المسارح العراقية والعربية من قبل مخرجين مختلفين، وحققت شهرة واسعة وجدل كبير.
وأضاف الزيدي: الفلسفة كما آراها تثير النقاش المحتدم حول مفاهيم الصراعات التي أوصلت الإنسان أن يكون مأزوما في وجوده مع الآخر منذ لحظة البدء الأولي، ومن هنا أجد منطلقات النصوص المسرحية التي أحلم بها وأضعها علي الورق تؤكد هذا الصراع غير المتكافئ بين "المهيمن" القبيح والإنسان الجميل بروحه، وكيف يمكن لهذا المهيمن أن يحدد شكل الحياة التي تعيشها رغما عنك، أو يحدد زمن الموت وفق توقيت يريده لهذا الكائن وطريقة قتله أو إلغائه من الوجود.
لماذا تكون هذا العالم من النقائض؟
واختتم علي عبد النبي الزيدي حديثه للدستور لافتا إلي: تدخل الفلسفة هنا لتؤكد أن حقيقة هذا المهيمن هو ضمن نظام الطبيعة السلطة مند لحظة التكوين الأولي، واستمرار هذا النظام ليتحول إلي سياق في الحياة بوصفه قانونا، أن أن الحب لا بد أن يحايثه فعل الكراهية، أو الحياة يسير بجانبها فعل القتل أو الموت، هذا السياق تشير إليه الفلسفة بسؤال علي قدر كبير من الأهمية في نصوصي مفاده: لماذا تكون هذا العالم من النقائض التي جعلت الإنسان يعيش خائفا؟ تلك الحياة التي يتحكم فيها الآخر، بكل تفاصيله اليومية، ويجعلك محكوما ومقموعا بتعاليمه وآرائه وتصوراته، وقد انتبهت منذ أولي النصوص التي كتبتها مطلع التسعينيات إلي هذا السؤال الجوهري الذي يشير إلي مفهوم "النقائض" الذي بنيت عليه الحياة بعمومها، وصار الإنسان مفردة صغيرة جدا من مفرداتها مدركا في تلك النصوص أهمية التفكير بعيدا عن المحددات والإطارات والقولبة بمعني الذهاب إلي طرح الأسئلة دون حدود تفرضها السلطات بشتي تسمياتها ومواجهة التحديات التي خلقها الآخر القوي.