السر وراء ارتباط الأقباط بالترانيم
تستكمل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، احتفالاتها الكبرى في شهر يناير، اذ تستقبل عيد ختان السيد المسيح يوم 14 من الشهر، وعيد الغطاس المجيد الذي يعتبر ثاني الاحتفالات السيدية بحس بالمصطلح الكنسي في شهر يناير، ولذا يترأس البابا تواضروس قداسه في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بمحطة الرمل بالإسكندرية، وهى مقر باباوات الكنيسة قديما.
سر ارتباط الأقباط بالترانيم
ومع موسم الاحتفالات تكثر انتجيات الترانيم في الكنيسة، وقال المرنم مينا نعيم من ايبارشية بني سويف في تصريح خاص لـ الدستور إن الترانيم هى الوسيلة الأكثر بهجة، في احتفالات الكنيسة، إذ أنها تؤمن أن الترانيم ذبائح يشتمها الله رائحة سرور، وتطلق عليها «ذبائح التسبيح»، لذا فيتأهب مرنمي الكنيسة في المناسبات والاحتفالات، لإنتاج أفضل ما لديهم من كلمات وألحان إهداء منهم إلى السيد المسيح ووالدته مريم العذراء في فترة عيدها على سبيل المثال.
كما أن الترانيم والفن والموسيقى هما روح البهجة التي تدور بين أروقة الكنائس في العيد، حيث يصدح أصوات المرنمين والمرنمات، في عيد القيامة المجيد على سبيل المثال قائلين "اخرستوس انيستي .. اليثوس انيستي"، ولعل البعض يظن أن الترانيم بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عنصرًا ترفيهيًا في حياة الأقباط، او مُجرد وسيلة تعبير عن محبة المؤمنين لله العلي، أو سرداب يدخلون من خلاله إلى أجواء الصلاة، التي يلزمها الخشوع والسلام الداخلي.
إلا أن ما لايعلمه الكثيرين أن الترانيم وصية كتابية أو بمعنى أدق "أمر إلهي"، فيُرى الكتاب المُقدس، على لسان داوود صاحب المزامير، يقول "رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ.. رَنِّمُوا للهِ، رَنِّمُوا.. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا، رَنِّمُوا.. غَنُّوا للهِ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ"، ولعل الأمر لم يوجه لرجال الكنيسة فقط، بل صدر إلى جميع المؤمنين، رجالًا ونساء.
الجدير بالذكر أن الكنيسة تستمر في إتمام طقوسها بالنغمات المفرحة، او بالطقس الفرايحي بحسب التعبير الكنسي منذ احتفالات عيد الميلاد المجيد، وحتى احتفالاتها بعيد الغطاس المجيد الذي يُحتفل بقداسه يوم 19 يناير، في موعد متاخر على غرار قداس عيد الميلاد المجيد، إذ لا تصلي الكنيسة قداسات متأخرة إلا في عيد الميلاد المجيد، وعيد الغطاس المجيد وعيد القيامة المجيد فقط.