تحقيقات الفساد والسمعة الملوثة.. سر جديد وراء مجازر نتنياهو فى غزة
داخل مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، راقب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عملية إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، بينما في الخارج، تجمعت عائلاتهم في ساحة تل أبيب حول بيني جانتس، منافسه الرئيسي على المنصب الأعلى، حيث تجنب نتنياهو وسائل الإعلام أو لقاء عائلات المحتجزين، بعدما فشلت خطته في أن تتحول مجازره في قطاع غزة لانتصار جديد له وتؤخر تحقيقات قضايا الفساد المتهم فيها، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
نتنياهو المنبوذ
وأفادت الوكالة الدولية بأنه أمام الكاميرا، طلب جانتس، قائد الجيش السابق وزعيم المعارضة الذي انضم إلى حكومة نتنياهو الحربية الشهر الماضي، بوضوح من طاقم التليفزيون تركه بمفرده مع العائلات، وأظهرت الصور التي نُشرت لاحقًا وهو يعانق أفرادًا من الحشد.
وتابعت أنه في مواجهة موجة ضخمة من الانتقادات بسبب فشله في منع صدمة عملية طوفان الأقصى واختراق الفصائل الفلسطينية للسياج الفاصل في قطاع غزة، تجنب نتنياهو إلى حد كبير الأضواء أثناء قيامه بحرب على جبهتين، واحدة ضد حماس والأخرى من أجل بقائه السياسي.
وأشارت إلى أن نتنياهو كان يدّعي دائمًا أنه "أمني صارم"، فقد تعهد بحماية اليهود في العالم، ولكن شهد الحادث الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل بالكامل.
وأوضحت أن الشعب الإسرائيلي يتجنب بعض وزراء حكومة نتنياهو، ويلومونهم على الفشل في منع عملية طوفان الأقصى والانجرار إلى حرب لا نهاية لها في قطاع غزة، ففي حوادث منفصلة، تعرض ثلاثة على الأقل من وزرائه للسخرية والإساءة عندما ظهروا علنًا، مما يسلط الضوء على حجم الغضب الشعبي إزاء الإخفاقات التي مهدت الطريق أمام حماس لتنفيذ الهجوم.
وتابعت أنه في نهاية الأسبوع، أصدر مكتب نتنياهو مقاطع فيديو تظهره في غرفة العمليات بوزارة الدفاع، حيث زار نتنياهو غلاف قطاع غزة أمس الأحد، وأصدر مكتبه بعد ذلك صورًا تظهره وهو يرتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص وهو يلتقي بجنود وقادة.
محاولة نتنياهو للتخلص من أزماته
وبحسب الوكالة الإخبارية الدولية، فإنه من المنتظر أن يستفيد نتنياهو من الحرب لتأخير محاكمته بتهمة الفساد المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، وتأجيل إجراء تحقيق حكومي متوقع في سبب ما حدث في عملية طوفان الأقصى تحت قيادته.
وأوضحت الوكالة أنه من خلال اجتماعه مع الجنرالات، ربما يأمل نتنياهو أيضًا في إنقاذ سمعته من خلال إدارته للحرب وإعادة المحتجزين، بينما يرفض تحمل المسئولية ويرفض سؤالًا في مؤتمر صحفي نادر يسأله عما إذا كان سيستقيل، لكن كاتب سيرته الذاتية، أنشيل فيفر، قال: "مهما تمكن نتنياهو من البقاء في السلطة، فإنه لن ينقذ سمعته".
وتابع: "إنه الآن ملوث بشكل لا رجعة فيه بسبب الفشل في منع ما حدث في 7 أكتوبر، وبسبب حرب غزة التي تسببت في فقدان إسرائيل كل الدعم الدولي، فضلًا عن فشله في استعادة المحتجزين لدى حماس".