"القاهرة تكتب وتطبع.. وفلسطين تقرأ".. أعمال أدبية فلسطينية صدرت للمرة الأولى من المحروسة
«القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ».. مقولة كثيرًا ما كنا نرددها بفخر؛ تكشف عن دور القاهرة كمركز تاريخي للحركة الإبداعية في الوطن العربي والعالم؛ وهو ما يجيز لنا أن نقول دون مبالغة “ أن القاهرة تكتب وتطبع وتدعم كل المواهب الشابة من المبدعين من أرجاء الوطن العربي ومن ثم العالم أجمع يقرأ”.. وهو ما نجده يتجسد وبقوة في الأعمال الأدبية الأولي والتي طُبعت بالقاهرة للمرة الأولى لكُتاب وكاتبات من فلسطين؛ مثل دواوين طوقان إحدى أهم الشاعرات الفلسطينيات والتي أطلق عليها محمود درويش "أم الشاعرات الفلسطينيات"، وكذلك أعمال وتوفيق زياد ومحمود درويش؛ وغيرهم.
"وحدي مع الأيام".. ديوان فدوى طوقان الأول من القاهرة
في عام 1952؛ صدر عن دار النشر للجامعيين، ديوان فدوى طوقان بعنوان "وحدي مع الأيام" من القاهرة، والذي تضمن رثاءًا لأخيها إبراهيم طوقان، ومن ثم توالت الإصدارات لأم الشاعرات الفلسطينيات ومن بلدان عربية أخرى، مثل "وجدتها" عن دار الآداب ببيروت، 1957م، و"أمام الباب المغلق"، و"الليل والفرسان، و"على قمة الدنيا وحيدًا"، و"تموز والشيء الآخر"؛ وغيرها من الدواوين الشعرية.
وتقدم دواوين الشاعرة فدوي طوقان قضية فلسطين بعد نكبة 1948 وزاد تأثرها بعد احتلال مدينتها نابلس خلال حرب 1967 فذاقت طعم الاحتلال وطعم الظلم والقهر وانعدام الحرية، وهو ما عبره عنه عبد الحكيم الوائلي عندما قال: «كانت قضية فلسطين تصبغ شعرها بلون أحمر قان ففلسطين كانت دائما وجدانا داميا في أعماق شاعرتنا فيأتي لذلك شعرها الوطني صادقا متماسكا أصيلا لا مكان فيه للتعسف والافتعال».
محمود درويش وتوفيق زياد.. دواوينهم الأولى من أم الدنيا
الأديب والكاتب الراحل رجاء النقاش أيضًا كان أحد المبدعين الذين ترجموا مقولة “القاهرة تكتب وتطبع وتدعم كل عمل أدبي فلسطيني يدعم قضية مصر المركزية – القضية الفلسطينية-؛ وهو ما تجلي في دوره الكبير في دعم الشاعر الفلسطيني محمود درويش ليصدر ديوانه الأول "آخر الليل”، عام 1969 ضمن صفحات مجلة "المصور" وهو ديوان وجاء نشره ضمن المجلة ذاتها الصادرة عن دار الهلال الصحفية.
“النقاش” لم يتوان عن تكرار التجربة مع شاعر آخر توفيق زياد أحد شعراء المقاومة، حيث نشر له في نفس المجلة ديوان «ادفنوا موتاكم وانهضوا».