ارتباك ممزوج بالأمل.. ماذا حدث في معبر رفح عند إجلاء الأجانب؟
أكد موقع "فيرست بوست" الهندي، أن المئات من حاملي جوازات السفر الأجنبية وعشرات الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة تمكنوا أخيرًا من الهرب من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وعبروا إلى مصر أمس الأربعاء عبر معبر رفح البري، لتسود حالة من الارتباك الممزوجة بالأمل عند البوابة الوحيدة المتاحة في قطاع غزة، بعد إجلاء الدفعة الأولى من الأجانب.
وتابع أنه للمرة الأولى منذ العدوان الإسرائيلي على غزة يسمح بمرور الأشخاص عبر المعبر في مصر.
ارتباك ممزوج بالفرحة والأمل وهروب من العقاب الجماعي
وأضاف أنه بالنسبة للفلسطينيين مزدوجي الجنسية والأجانب كانت أنباء إجلاءهم بمثابة طوق إنقاذ لهم للعودة إلى بلدانهم، وعند البوابة المعدنية السوداء على الحدود المصرية يوم الأربعاء، تجمعوا وكانت الفرحة تعلو وجوه الأطفال ممزوجة بالخوف.
وأشار إلى أن المئات كان ينتظرون أن ينادي المسؤولون الفلسطينييون أسماءهم عبر مكبر الصوت، للهروب من العقاب الجماعي الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ يوم 7 أكتوبر حيث أسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 8800 فلسطيني وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
قالت رانيا حسين، وهي أردنية مقيمة في غزة، وتصف بلهفة الفظائع التي فرت منها: "نحن نعتمد على الله ونأمل أن نخرج"، مضيفة: "لولا ما حدث ما كنا فكرنا في الخروج من غزة".
مفاوضات صعبة
وأوضح الموقع أنه بعد 3 أسابيع من الآمال المحطمة مرارا وتكرارا والمفاوضات الشاقة بين مصر وإسرائيل وحماس وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، غادرت المجموعة الأولى من الفلسطينيين القطاع المحاصر عبر معبر رفح، وسط كاميرات التلفزيون.
وتابع أن ما يقرب من 335 من حاملي جوازات السفر الأجنبية، معظمهم من الفلسطينيين مزدوجي الجنسية وبعض الأجانب، و76 مريضًا مصابًا بجروح خطيرة احتشدوا عبر البوابات الحدودية متجهين إلى المستشفيات المصرية وبعض العاملين في منظمات الإغاثة، بما في ذلك العاملين في منظمات أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.
وأضاف أن الفلسطينيين حققوا إنجاز كبير بالوصول سيرًا على الأقدام وعبر السيارات إلى معبر رفح في فلسطين قبل أن ينتقلوا إلى مصر، ليترك المئات الآخرين عالقين في القطاع وينتظرون دورهم للرحيل عن القطاع المحاصر.
وتابع الموقع الهندي أن ثمة الآلاف من حاملي جوازات السفر الأجنبية العالقين في قطاع غزة، بما في ذلك ما يقدر بنحو 400 أمريكي يريدون الخروج. أثار جدول بيانات جوجل الذي تمت مشاركته على نطاق واسع والذي يوضح بضع مئات فقط من أسماء الأشخاص الذين تم السماح لهم بالمغادرة يوم الأربعاء، المزيد من الأسئلة.
وأضاف أن القائمة تضمنت مواطنين من عدد قليل من الدول الأوروبية بالإضافة إلى أستراليا واليابان وإندونيسيا، ولم يكن هناك أمريكيون أو كنديون، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت لاحقًا أن عددًا قليلاً من المواطنين الأمريكيين تمكنوا من العبور.
وقالت المواطنة الكندية أسيل شراب: "لقد جئنا هنا اليوم إلى الحدود المصرية على أمل مغادرة غزة، لكن سفارتنا الكندية لم تتصل بنا بسبب الشبكة السيئة".
وقال الدكتور حمدان أبو سبيتان، وهو طبيب فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 76 عامًا من سيراكيوز، إنه ليس لديه أي فكرة عما يمكن توقعه، مضيفًا: "كل ما يمكنني فعله هو الانتظار والصلاة".
وأوضح الموقع أنه بالرغم من الاتفاقية السرية التي عقدها أطراف المباحثات، إلا أن بعض الدبلوماسيون أكدوا أن المزيد من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيكونون قادرين على عبور معبر رفح في الأيام المقبلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين يوم الأربعاء: "نتوقع أن يستمر خروج المواطنين الأمريكيين والأجانب خلال الأيام القليلة المقبلة".