زينب عفيفي: "طه حسين كان يرى العمل الأدبي ظاهرة اجتماعية"
تحتفل مصر والعالم العربي بمرور 50 عاما على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين، أحد أبرز رواد التنوير في عالمنا العربي، وبصفته الناقد الذي فتح لنا ولتلاميذه وأحفاده أبواب النقد الثقافي تحدثنا عنه الكاتبة الصحفية والروائية زينب عفيفي.
قالت الكاتبة الروائية لـ “الدستور”: في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الحالي، تأتي الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين عميد الأدب العربي، الذي أثري الحياة الثقافية المصرية والعربية، بكتاباته ومقالاته ومعاركه الأدبية التي كانت بمثابة أحياء للفكر العربي المستنير، علي مدي حياته التي امتدت حتي عمر الرابع والثمانين، فقد ولد في عام 1919 ورحل عن عالمنا في عام 1973، بعد رحلة فكرية أنتجت أكثر من خمسة وعشرون كتابا فكريا وثقافيا وروائيا، إضافة إلي الأثر الذي تركه بين كتب المفكرين والمثقفين والنقاد المصريون والعرب علي حد السواء كقائد للفكر التنويري.
وأكملت “عفيفي”: "دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، وقد أثارت آراؤه الكثيرين، كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي بهذه المعارضات القوية، استمر في دعوته للتجديد والتحديث.
وواصلت: “قدم طه حسين العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب”.
وتابعت: "طالب بأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس،
واختتمت "صنفته المدارس النقدية بأنه كان ناقدًا أدبيًا مُعتبرًا، وصاحب مدرسة متميزة وهامة للنقد الأدبي نظرت للنص نظرة علمية موضوعية، ابتعدت عن المدرسة التأثيرية للنقد أو أسلوب التحليل النفسي لشخصية الأديب، فكان يرى أن العمل الأدبي ظاهرة اجتماعية، تحدث نتيجة لتأثر الفرد بجماعته وثقافتها وأدراكه لمشكلاته.