50 عامًا على رحيل عميد الأدب العربي.. كيف تناول الكُتاب أفكار وسيرة طه حسين؟
يعتبر الأديب طه حسين (15 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973م) من أبرز شخصيات الحركة الأدبية العربية الحديثة، ولا تزال أفكاره ومواقفه تثير الجدل حتى اليوم.
وتزامنًا مع مرور 50 عامًا على ذكرى وفاة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وإرثه الثقافي؛ نستعرض أبرز ما جاء في الكتب عن سيرة وفكر طه حسين..
طه حسين لـ إيهاب الملاح
يرى كتاب " طه حسين.. تجديد ذكرى عميد الأدب العربي" للناقد إيهاب الملاح، أنه إذا كان أرسطو هو المعلم الأول في الثقافة اليونانية القديمة، فطه حسين في نظره، هو المعلم الأول في الثقافة العربية الحديثة بلا منازع، أو هذا ما يظنه..
ويقول عنه “الملاح”: هي أشهر من أن يُشار إليها، ولكنها لا تمثل في نظري، علي قيمتها وأهميتها وجمالها، سوى شريحة محدودة للغاية من أثر طه حسين الأكبر والأوسع دائرة في الفكر العربي، والتربية والتعليم، والاجتماع، والنقد الأدبي، والنقد الفكري بمعناه الشامل، والدراسات التاريخية التحليلية، والترجمة، وتحقيق التراث وتيسيره وتقريبه، والتنمية الثقافية واللغوية الشاملة، ونظراته التجديدية في كل المجالات السابقة، فضلًا على أجيال من التلاميذ الذي صاروا بدورهم أساتذة وأعلامًا وأسماء كبيرة في الثقافة المصرية والعربية..
طه حسين.. قضايا ومواقف لـ حسن أحمد جغام
في هذا الكتاب إبراز للحقيقة التي لم يشدد عليها الدارسين: وهي أن طه حسين سخر جهده إحياء الآثار العلائية، وقرب مفاهيمها الفلسفية من عقول الناس، وإن ذلك لم يأت إلا لإدراكه أن صاحبه الشاعر الفيلسوف، عرف الدنيا على حقيقتها، فعقد العزم على أن يعرفها كما عرفها..
وهذه إحدى علامات العبقرية عند طه حسين، لأن معرفة الشيء ليست من الأمر العسير، ولكن أن تعرف الناس ما عرفته فهذا ما لا يتاح إلا لقادة الفكر.
كذلك يحتوي هذا الكتاب محاولة تسليط أضواء جديدة على موضوع "جائزة نوبل" وما راج من معلومات مغلوطة حول علاقات نجيب محفوظ المشبوهة بإسرائيل، وما شابه ذلك مما لا أساس له من الصحة.. فيقدم هذا الكتاب ما يميط اللثام عن كثير من الحقائق حول هذه المسألة، وعلاقة طه حسين بها، مدعمة بالشهادات والوثائق.
كما يقدم هذا الكتاب وثيقة يكاد يطويها النسيان تعتبر من أخطر النصوص في تاريخ الفكر السياسي العربي، وهي مقالة "قلب مغلق" التي تعد في حد ذاتها إحياء لأثر من أعظم آثار طه حسين في الأدب السياسي، بما تقدمه من أدلة على جرأته في التهجم على السلطة والسلطان وهو في أوج بطشه وطغيانه.
طه حسين المشروع النقدي من التشكل إلى التقبل لـ سالم بن عبد النور
ويسعى هذا البحث إلى تجاوز القراءة الانتقائية إلى المنسجم بين النصوص، كما يتجاوز سلطة النص والناص إلى زاوية نظر القارئ، فيبحث في التقاطع بين النصوص أفقيا وعموديا تنقيبا في كيفية تشكلها من جهة، كما يبحث في مستوى ثان عن قراءات النقاد بالتركيز على نمط التقبل ومستوياته في مربع من الكتب الرؤوس وهي "تجديد ذكرى أبي العلاء" – "في الشعر الجاهلي على هامش السيرة" – "مستقبل الثقافة في مصر" – ورد فعل العميد إزاء هذه القراءات.
كما يشتغل على مرجعيات صاحب النص، وكذلك المؤتلف والمختلف بين مؤلفاته لتغدو مشروعا، ويجتهد البحث في إطار التقبل في تبين مكونات الخطاب النقدي الذي نشأ حول طه حسين، وعن طبيعة الدوافع التي حركت هؤلاء القراء للانشغال به، وتقفل البحث بضرورة إعادة القراءة لما كتب طه حسين خارج مدار الانفعالي، إلى اعتباره مشروعا يجيب عن المستقبل بالماضي، وعن المركز بالهامش وعن حداثتنا بجاهليتنا وعن تجديدنا بأبي العلاء.
تحت راية القرآن لـ مصطفى صادق الرافعي
يعد هذا الكتاب مجموعة مقالات كان ينشرها في الصحف في أعقاب خلافه مع الدكتور طه حسين وكتابه "في الشعر الجاهلي"، حيث تحتل معظم صفحات كتاب تحت راية القرآن ردود على كتاب د. طه حسين.
فقد أثار كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين، موجة عاتية من النقد والجدال الذي أخذ عدة نواحي فكرية ودينية وأدبية، وتسببت بعض الأفكار الجامحة الواردة في الكتاب في اتهام مؤلفه بالكفر والزندقة، ولما كان منهج الأدباء والمفكرين في الرد على خصومهم يلجأ لمقارعة الحجة بالحجة، وعرض الحقائق والأفكار فقد انبرى عدة مفكرين كبار لتفنيد ما جاء بهذا الكتاب وكان "الرافعي" أبرزهم، حيث انتصر للدفاع عن تراثنا القديم كما بين بعض المغالطات التي ذكرها حسين، وقد ارتكز المؤلف في دفاعه على ذخيرته من الثقافة الإسلامية خاصةً آيات القرآن الكريم وتفسيره، فكان هذا الدفاع تحت راية القرآن العظيم.
طه حسين بين الشك والاعتقاد لـ كامل محمد عويضة
على هذه الصفحات بحث علمي يتناول من خلاله الشيخ كامل محمد عويضة طه حسين في ميزان الشك والاعتقاد وذلك على ضوء مؤلفاته، وهذا الكتاب هو واحد في سلسلة الأعلام والأدباء والشعراء، التي لا شكّ بأن للقارئ العربي عامة حاجة ماسّة للاطلاع من خلالها على تراثه الفكري العظيم، فكانت هذه السلسلة عن أعلام الأدب من نثر وشعر، تولى كتابتها مجموعة من الاختصاصين الذين تحرّوا فيها السلاسة في الأسلوب والعمق في التحليل والاقتصار في المعلومات، بما يحقق الهدف المنشود من إصدارها.
والمتتبع لدراسات طه حسين يجد أن طريقته العلمية الجديدة التي سلكها في البحث والتي حذا فيها حذو العلماء من الغربيين، يرى المتتبع أن تلك الطريقة وبجرأتها في الكشف عن الأسرار وبقدرتها على التمحيص والتدقيق في البحث، أن ثمة حملة شعواء كانت ترتفع في مواجهتها من التمكين بالقديم الذي يمكن اعتبارهم متخلفين في مجالات الدراسات. لكن البقاء دائمًا يكتب للعناصر الجديرة بالبقاء.
وطه حسين لو لم يكن تعرض لمثل هذه المعارك لما استطاع أن يترك شيئًا ذا بال، لقد كان يضع في اعتباره عدم خلو السوق الأدبية من مثل أولئك الذين يرون فيه بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.