مع انحسار الدعم الدولى.. أزمة اقتصادية تعصف بإسـرائيل مع عدوانها على غزة
بدأت إسرائيل تتأرجح سياسيًا واقتصاديًا بعد عدوانها الغاشم على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 7 آلاف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، حيث فقدت جزءا كبيرا من الدعم الدولي المطلق، بالإضافة إلى انهيارات قطاعات اقتصادية متعددة ومحاولات حكومية كبرى لمنع الشيكل العملة المحلية من الانهيار.
ارتفاع تكلفة التحوط ضد انهيارات الشيكل
وأفادت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، بأن تكلفة التحوط ضد الخسائر في الشيكل الإسرائيلي ارتفعت بقوة مع استعداد المتداولين للمرحلة التالية من الحرب، غير خائفين من عزم البنك المركزي على الدفاع عن العملة.
وتابعت أن التكلفة الإضافية للحماية من الانخفاضات في الشهر المقبل، مقابل التحوط ضد المكاسب، 1.7 نقطة مئوية يوم الجمعة، مقارنة بنحو نقطة واحدة قبل ثلاثة أسابيع، وهذا قريب من أعلى مستوى منذ يوليو عندما كان المستثمرون قلقين بشأن التحركات الرامية إلى إضعاف النظام القضائي في البلاد.
وأشارت إلى أن سرعة الحركة تعكس مدى سرعة رد فعل السوق منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة، ومن المقرر أن يسجل مقياس التحوط، الذي يسمى انعكاسات المخاطر، أكبر قفزة شهرية له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وأوضحت أن المخاوف من أن القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد يتطور إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا دفعت المستثمرين إلى الرهان ضد الشيكل للتحوط من تعرضهم للأصول في الشرق الأوسط، وفقا لما ذكره كاسبار هينس، مدير المحفظة الاستثمارية في شركة "BC BlueBay Asset Management.".
وقال هينس: "إن مخاطر التكثيف مرتفعة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع علاوات المخاطر وضعف الطلب على العملة".
وأشارت إلى أن الشيكل انخفض منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر بأكثر من 5% وسجل أطول سلسلة انخفاضات منذ عام 1984، وارتفعت العملة 0.4% إلى 4.0653 مقابل الدولار يوم الجمعة.
وأوضحت أن المستثمرين يراهنون أيضًا على تقلبات أكبر في الشيكل، حتى في الوقت الذي يعمل فيه البنك المركزي على ترويض التقلبات، كما وصلت الفجوة بين التقلبات الضمنية للعملة والتحركات التاريخية إلى أوسع مستوى على الإطلاق هذا الأسبوع، وارتفع مقياس التقلبات المتوقعة في الشيكل خلال الشهر المقبل إلى 12%، من 10% قبل ثلاثة أسابيع.
وتابعت أنه في تحركات أخرى للسوق، واصلت بعض السندات الإسرائيلية انخفاضاتها، حيث تم تداول السندات المستحقة في عام 2030 عند 82 سنتا للدولار، وهو مستوى قياسي منخفض، حيث ارتفعت تكلفة الحماية من التخلف عن السداد المحتمل إلى 144 نقطة أساس هذا الأسبوع.
فقد الدعم الدولى
وعلى جانب آخر، أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه على الرغم من أن زعماء الاتحاد الأوروبي لم يصلوا إلى دعوة لوقف إطلاق نار دائم في غزة، إلا أنهم دعوا إلى "هدنة" إنسانية لتقديم المساعدات، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن عملياتها "مشلولة" بسبب القصف الإسرائيلي للقطاع المحاصر.
وتابعت أن البيان يأتي بعد اجتماعات عُقدت أمس الخميس في بروكسل، في أعقاب عدة محاولات فاشلة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمرير قرار بشأن الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وإصدار الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار، مع استعداد الدول الأعضاء للتصويت على مشروع قرار آخر- هذه المرة قدمه الأردن نيابة عن الأمم المتحدة والدول العربية اليوم الجمعة.
وأضافت أن الدعم الدولي لإسرائيل بدأ يتراجع، مع تزايد الضغوط من المجتمع الدولي عليها للسماح بدخول كافة المساعدات الإنسانية الموجودة بمصر، ودعت الأمم المتحدة والعديد من دول المنطقة إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما دعا آخرون إلى "هدنة إنسانية" للقتال.