رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذبح الصحفيين على طريقة أحمد ماهر و6 ابريل


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

بقلم عصام نبوى

ماذا تعرف عن البطل المغوار..هركليز الثورة المصرية.. الذي شق بعصاه السحرية وسيفه البتار الطريق لتشكيل تاريخ مصر الحديث؟.

ماذا تعرف عن الشاب الطامح الفالح الصالح، الذي ألقى بكل ثقله وأحماله وموازينه ناحية منطقة المقطم، وتحديداً قلعة حزب الحرية والعدالة بعد أن كان أشد المحاربين لسياساتها ومواقفها من القوى السياسية؟.

ماذا تعرف عن الشاب أحمد ماهر بحركة 6 إبريل، الذي قضى فترة ليست بالقليلة في رحلات ليل نهار على الصحف والمجلات لنشر أي خبر لحركة 6 إبريل، التي بزغت بجهد شباب صادق متحمس شجاع؟.

حركة 6 إبريل التي التف الشباب حولها لعدم تقديسها الأشخاص، وتركيزها على تقديس الفكرة، حركة 6 إبريل التي كانت الأقرب للصحفيين والإعلاميين لتداول أخبارها بسبب إيماننا كصحفيين بالرغبة العارمة للتغيير، حتى انقلب عليها الفارس المغوار فأرادها عزبة له، فرفض الانتخابات حتى يظل منسقا عاملًا لها أبد الدهر.

بالضبط كما يريد أن يفعل الإخوان في حكم مصر، استطاع الشاب المانح الطامح أن يجعل الحركة بركانا من الداخل بسبب تصريحاته المنفلتة وتهوره غير المحسوب، فنجح في تفتيتها إلى جبهتين، وشتت أفكار الشباب الواعد الذي فتح صدره لرصاص النظام البائد، ثم ارتمى في أحضان جماعة الإخوان، التي طالما انتقدها في السر بأقذع الصفات، وفي العلن بأبشع الاتهامات.

أحمد ماهر من خلال حسابه الشخصي على تويتر، طالب أمس بذبح الصحفيين والإعلاميين على طريقة مذبحة القلعة ، ناسيا أنهم هم البطل الحقيقي الذين صنعوه وصنعوا العشرات غيره لقناعتهم بصدق قضاياهم.

الصحفيون والإعلاميون الذي انقلب عليهم منسق حركة الشباب هم الذين كانوا كتفاً بكتف مع شبابها قبل الثورة وبعد الثورة، حتى مع الخلافات التي شقت الحركة نصفين وهلهلتها من الداخل, فظلوا على الحياد بين جبهتي الحركة المنشقين والمتصارعين.

الصحفيون الذين يتعدى عليهم اليوم هركليز الثورة المصرية.. هم الذين صنعوا منه نجماً عبر صوره التي ملأت مواقعهم الإلكترونية وصحفهم الورقية.. هم الذين دافعوا عن الحركة بعد أن سرق الثورة منهم ومن غيرهم أبطال آخرون، قفزوا على ميدان التحرير، في غفلة من أهله، فاستولوا عليه رغم هروبهم منه، عندما كان جمرة من نار، ثم نزلوا بعد أن تحول الميدان إلى رماد؛ ليحصدوا ثمار ما زرعه الشهداء بدمائهم.

لا أفهم هذا التحول الصاروخي لبعض الشخصيات بعد إعلان فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة.. لا أفهم هذه الرسائل التي يبالغ في إرسالها البعض إلى قيادات الحرية والعدالة في هذا التوقيت, وتحديداً في ظل هذا التوغل لسلطات الرئيس.

لا أفهم ماذا يريد هؤلاء؟ وما معنى هذا الهجوم في هذه اللحظات الحرجة؟, والصحافة تتعرض لهجمة شرسة تحاول أن تحدد مسارها وسياساتها لتأسرها في قفص كتم على أنفاسها.

نحن الصحفيين لا نتعلم من أخطائنا.. لا نستوعب ما سبقنا من تجارب.. فنحن الذين نساهم في صناعة الأبطال عندما نبالغ في مدح قدراتهم وحسن نواياهم, رغم قناعتنا الكبيرة بأنهم مجرد حالات تتغير وتتبدل وتتلون.

أستعير بكل هدوء جملة شهيرة تحكي المعنى الحقيقي للانتقام والقهر وإنكار الجميل.. جملة تعد علامة من علامات السينما المصرية من الفيلم العربي الشهير شادر السمك للبطل الراحل الفنان أحمد زكي وزوجته الفنانة نبيلة عبيد، التي وقفت بجواره بعرقها وجهدها ومالها، حتى أصبح أكبر تجار شادر السمك، ولكن بعد أن قوي عوده، وهيمن على كل شيء، وذاع صيته؛ ألقاها في الشارع، وأنكر كل ما قدمته له، ثم أهانها على مرأى ومسمع من الجميع، فقالت جملتها الشهيرة أنا اللى بنيتك...وأنا اللى هاهدك .