صدور ديوان "كانت هنا موسيقى" لـ جمال القصاص
يُعد ديوان "كانت هنا موسيقى" أحدث إبداعات جمال القصاص الشعرية، الصادرة حديثًا عن دار بدائل للنشر والتوزيع.
ويعيش الشاعر جمال القصاص حالة من التوهج الإبداعي، حيث صدر له خلال شهر مايو الماضي 2023، ديوانه المعنون بـ"مثل قبلة وأكثر"، عن دار ميريت للنشر والتوزيع.
ويأتي ديوان الشاعر جمال القصاص الأحدث "كانت هنا موسيقى"، ضمن سلسلة الإبداعات الشعرية لـ"القصاص"، والذي استهل حياته الشعرية بصدور ديوانه "خصام الوردة"، والصادر في العام 1984 عن إصدارات جماعة إضاءات "77". وفي العام 1991 صدر للشاعر جمال القصاص ديوانه الشعري الثاني بعنوان "شمس الزحام".
وتوالت الإصدارات والمجموعات الشعرية للشاعر جمال القصاص، فصدر له في العام 1995 ديوان "ما من غيمة تشعل البئر".
بالإضافة إلى المجموعات الشعرية: "السحابة التي في المرآة"، والصادرة في العام 1998، كما طرحت الهيئة العامة للكتاب الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر جمال القصاص في جزءين.
وقبل ثلاثة أعوام، صدر للشاعر جمال القصاص عن دار ميريت أيضًا ديوانه "تحت جناحي عصفور"، وديوان "من الأعلي بمحاذاة الموسيقي"، وديوان "جدار أزرق"، "نساء الشرفات"، "رباعية الإسكندرية" وغير ذلك.
نال الشاعر جمال القصاص العديد من الجوائز والتكريمات. حيث حصل على جائزة كفافيس الشعرية عام 1998، وترجمت بعض أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية واليونانية.
ــ تجربة جمال القصاص الشعرية
يري الناقد الدكتور يسري عبدالله أن تجربة الشاعر جمال القصاص منفتحة على أسئلة مختلفة٬ تخص الشعر والحياة معًا٬ وتسد الفراغ المصطنع للحد الفاصل بينهما٬ فتحمل معها وعيها الجمالي ابن التجربة الحياتية المحضة٬ والمجاز الآسر٬ وتتمركز في بنية الشعر المصري بوصفها تعبيرًا عن نفس مختلف٬ وصوت بدا طليعيًا منذ ديوانه الأول "خصام الوردة" 1984.
تجربة الشاعر جمال القصاص تصل إلى نصف قرن، وخلق خلالها بصمته الأسلوبية الخاصة منذ البداية٬ وصيغه الرائقة٬ وحسه الجمالي الذي لا يعرف صخبًا زائفًا٬ وإن حوى توترات داخلية مكتومة طيلة الوقت٬ تحيل النص إلى حال من السؤال المتجدد والمفتوح على قسوة الحياة وألمها وأشواقها المكسوة بالأسى والانكسار.
يمتلك جمال القصاص مشروعًا شعريًا يخصه٬ ابن عالمه وطرائقه الفنية٬ وخياره الجمالي٬ وبدا انحيازه في دواوينه الأخيرة إلى قصيدة النثر انحيازًا إلى أفق جديد٬ مسكون بالمجاوزة والتخطي لا السكونية والثبات٬ وبدت نصوصه جميعها مشكلة لجدارية بديعة في متن الشعر المصري تؤسس لتلك المتعة الفنية الخالصة٬ غاية الكتابة ومرادها وفعلها المدهش في التلقي.
ويمضي "عبدالله"، في حديثه عن تجربة الشاعر جمال القصاص: هو ابن التجربة السبعينية في الشعر المصري٬ والمفارق لها في آن٬ والذي تبدو شعريته مرتكزة في علاقته معها على جدل الاتصال الانفصال٬ فبدت شعريته دومًا باحثة عن تلك المغامرة الجمالية المتجددة٬ والرهان على المتلقي لا مخاصمته كما فعل آخرون. يكتب القصاص نصًا ممتدًا٬ يستقي عوالمه من الحياة ذاتها٬ ويجعل مادته الخام من حكايات ناسه وشخوصه.