فى ذكرى ميلاده.. تعرف على الوجه الآخر لـ نابليون بونابرت
تمر اليوم ذكرى ميلاد نابليون بونابرت "نابليوني دي بونابرته"، والذي ولد في مثل هذا اليوم الموافق 15 أغسطس 1769، والذي بزغ نجمه عبر الثورة الفرنسية، وارتبط لدى المصريين بالحملة الفرنسية على مصر.
في التقرير التالي نرصد الجانب الآخر من حياته كمحب وعاشق.
تعد رسائل بونابرت إلى جوزفين من أجمل رسائل الحب في الأدب العالمي، حيث تبرز عواطفه الصادقة تجاه المرأة التي أحبها من النظرة الأولى وتعلّق بها أشدّ التعلق.
وما جاء في رسالة جوزفين في رسالته لبونابرت والتي جاءت عقب ولادة ولي عهده من ماري لويز:
صحوت اليوم وفزع النواقيس يملأ الجو وهزيم المدافع يرن في الفضاء، فسألت عن السبب فقيل لي إن جلالة الإمبراطورة قد وضعت مولودًا سيرث عرش فرنسا ويضيف صفحة مجد جديد إلى تاريخ آبائه.
وقد كنت أولى لو بلغتني هذه البشارة منك قبل أن أسمعها من أفواه الناس، فكنت أفرح لفرحك وتقر عيناي بأن ترى لك من يخلد لك ذكرك ويورثه للأجيال المقبلة، فإن ساءك أنني تمنيت سماع هذه البشارة من فمك، فإن ما كان بيننا من العهد السابق شجعني على تعليل نفسي بهذه الأمنية، ولعل ذكرى أيامنا الماضية تشفع بي لديك وتبدد عن محياك غمامة الكدر والاستياء.
لست أقصد يا صاحب الجلالة أن أراضيك بهذه الرسالة أو أُكفر عن سيئاتي الماضية إليك. فإن تلك السيئات أعظم من أن يشفع بها ما أعنيه من مضض هذا الفراق وأحتمله من أراجيف الوشاة. لا سيما أنني لا أعرف لنفسي حسنة سوى أنني أحببتك حبًا يقرب من العبادة، فكان جزاء حبي لك أنك فصمت عرى مواثيقنا المقدسة بحجة أنني لم ألد لك من يرث عرشك من بعدك. وبلغت منك القسوة أن اتهمتني بأمور ما أنزل الله بها من سلطان.
ولست بلائمتك على تصرفك هذا يا صاحب الصولجان، ولكن راعني ما رأيت نفسي من اليأس إذا لم تقدر لي أن أحبك من يخلد لك ذكرك من بعدك. لذلك حاولت أن تنتزع حبي من قلبك، فلجأت إلى غيري لتبلغ بها ما كانت نفسك تطمح إليه، فهنيئًا لها من إمبراطورة سعيدة وهنيئًا لفرنسا بوارثها المقبل، ولقد رضيت بنصيبي هذا بعد أن احتملت منه في أول الأمر ما تنوء من ثقله راسيات الجبال، وكنت أقول يومئذ إن الزمان هو الطبيب.
تختتم جوزفين رسالتها: لما كنت أسمع بانتصاراتك الباهرة كنت أفرح وأشعر كأنني حاملة راية النصر. ولا أزال حتى الآن أتوق إلى سماع أخبار انتصاراتك، وأتمنى أن تزيد منها كل يوم صفحة جديدة إلى تاريخك المجيد.
أما عن جوزفين فهي "روز تاشر" أرملة جنرال أُعدم في عهد الٳرهاب في مرحلة الثورة الفرنسية ونجت هي من المقصلة بتدخّل بعض الأصدقاء النافذين لتجد نفسها أرملة وأمًّا لشاب وحيد هو "أوجين" وبنت هي "هروتانس" مع لقب فخم ورثته عن زوجها هو "فيكونتيسة البوهاماس". أواخر أكتوبر 1795 التقت هذه الأرملة ذات الشخصية الجذابة والبالغة من العمر اثنين وثلاثين عامًا الجنرال الشاب نابليون بونابرت الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين من العمر في حفل أقامته في قصرها على شرف الجنرال الذي قدّم لابنها معروفًا أرادت أن تشكره عليه.