"سهرة مع آل باتشينو" جديد الروائي عبد الوهاب داود
يصدر قريبًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب "سهرة مع آل باتشينو" للكاتب الصحفي والروائي عبد الوهاب داود
من أجواء الكتاب
"لم أره مَرةً دون أن تحتوي ملابسه قطعةً سوداءَ، ولو كانت مجرد حذاءٍ أو نظارةٍ شمسية أو رابطةِ عُنق، فإن لم تكن هناك واحدة منها، تقوم عيناه الواسعتان، عميقتا السواد، بما يفي بالغرض.
في تلك السهرة التي مضت عليها أشهر غير قليلةٍ مثلًا، كان يجلسُ على الكنبة الكبيرة في صالة شقتي الصغيرة في شارع التحرير، يرتدي ملابس سوداءَ بالكامل، حذاءً رياضيًا أسود، بنطلونًا منزليًا من القطن المصبوغ باللون الأسود، قميصًا من الكتان الأسود، سترةً تبدو وكأنها مصنوعة من حرير مظلة سوداء.. حتى الكنبة التي جلس عليها، كانت تكسوها أقمشة سوداء، تناسبه تمامًا.
لونُ الظلامِ يتطابقُ مع لون عينيه الداكنتين والهالات السوداء حولهما، هاتان العينان اللتان دائمًا ما كانتا تقومان بمهمة سرية خاصة بهما في أفضل أدواره، ومنذ اللحظة الأولى لظهوره، وربما لا أكون مغاليًا إذا قلت إنهما كانتا المفتاح السحري لفرض سطوة الحضور الحاسم له في شخصية "مايكل كورليوني" في الجزئين الأول والثاني من ثلاثية "الأب الروحي" التي يترجمها البعض عن استسهال باسم "العراب"، حتى في دور الكولونيل فرانك سليد، الأعمى، في "عطر امرأة"، كان لنظرة عينيه اللتين تحدقان في اللاشيء دور لا يمكن أن ينكره أحد في كثير من المشاهد المهمة في الفيلم.
عينان واسعتان سوداوان، مظلمتان، تحدقان في عدوهما بصرامة مطلقة، فتبثان في نفسه الرعب، أو على الأقل القلق مما قد يكون خلفهما، وتركزان في عيني تابعهما بحسمٍ واطمئنان يشيان بالثقة الكاملة، بينما تنصتان إلى نصائح الأب بحنان واهتمام بالغين، فتهدأ مخاوفه.
الأسود، سَيدُ الألوانِ، مُرادفُ الكمالِ، وسَميه، رفيقُ الداهيةِ اللصيق، وحَليفُ القائدِ المخلص، ورسولُ المحبِ الأمين، وربما كان ذلك سر اختياره لأداء شخصية "جون ميلتون" في فيلم "محامي الشيطان"، حيث القدرة على كتم الغضب، وإثارة النساء، وتحريك الجموع، وبث الفرح والفزع بنظرة عين واحدة، لا تخطئ صيدها".
أما عن عبد الوهاب داود هو كاتب صحفي وشاعر وروائي،صدر له عدة أعمال إبداعية، شملت دواوين "ليس سواكما" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 1995، و"بيانات هامشية" صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2000. وفي الرواية له "ظهورات" والتي صدرت عن دار ميريت عام 2005، و"رواية المهزوم" عن دار "منشورات البندقية" عام 2016.
ليس سواكما - "شعر" سلسلة "الكتاب الأول" - المجلس الأعلى للثقافة، بيانات هامشية - "شعر" سلسلة "كتابات جديدة" - الهيئة المصرية العامة للكتاب
وفي مجال الرواية “ظهورات - رواية – ميريت، رواية المهزوم - رواية منشورات البندقية، وغيرها”