تزامنا مع إحياء ذكراها.. من هي القديسة مارجريتا كاياني؟
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم، بإحياء ذكرى رحيل مارجريتا كاياني مؤسسة الأخوات الصغيرات لقلب يسوع الأقدس الراهبات الفرنسيسكانيات.
من هي الطوباوية مارجريتا كاياني مؤسسة الأخوات الصغيرات لقلب يسوع الأقدس الراهبات الفرنسيسكانيات؟
ولدت ماريانا كايانى في 2 نوفمبر 1863 في مدينة بوجيو أكايانو وتم تعميدها في اليوم التالي.
عانت ماريانا وهي في مقتبل العمر من موت أخيها تلاها صدمة موجعة أخرى بسبب موت أبيها أيضا.
تغير وجة الأسرة ووجدت ماريانا نفسها مضطرة الى تقديم المساعدة لشقيقها الأصغر هوشع في بيع السجائر والملح وأصبحت بذلك بائعة سجائر وقدمت مساهمتها للأسرة.
أما التجربة الأصعب على الإطلاق فقد كانت عند وفاة والدتها عام 1890 ,أصبحت ماريانا بمفردها مسؤولة عن حياتها أمام نفسها وأمام الله، في هذه الوحدة الشبيهة بالصحراء اكتشفت نزعتها لاتباع يسوع.
وفي عام 1891 بدأت صداقتها مع ماريا فياسكى وهي من بوجيو أيضا وقد تعرفت عليها أثناء مصاحبتها لعمتها المريضة واتفقوا معا على تكريس أنفسهن لله.
بينما أخذت متاعب الحياة تقل ظلت ماريانا في بلدتها بين ناسها تقوم على حاجات الأخرين ولكن في صمت وفي هذا الطريق راحت مارينا تزيد من صداقاتها التي تساعدها على فهم مشيئة الله بالنسبة لها.
وبالفعل صادقت إثنين من المؤسسين هما الطوباوية ماريا تريزا للصليب والطوباوية ايلينا جويرا.
دخلت ماريانا الى دير بنديكتين في مدينة بستويا بتشجيع تلك القدوة ولكنها اكتشفت أنها غير متوافقة مع حياة العزلة. هكذا وضعها الله بين الناس لتقوم بمهمة أخرى تؤدي بها في السنوات المقبلة الى التأمل في أفعالها.
وبعد ذلك عادت الى بوجيو أكايانو وقامت هي وصديقتها ماريا فياسكى بفتح مدرسة صغيرة لأطفال المدينة. لم يكن لديها برنامج لتحققه إلا تكريس نفسها لله وللأخرين وكانت هذه المدرسة دليلا على هذا الأختيار الذي كان خاليا من أي هدف أو طموح.
وفي عام 1896 بدأت ماريانا كايانى حياة مشتركة مع إثنين من رفيقتها وكن يعشن في بعض الغرف المستأجرة.
في الوقت ذاته واصلوا العمل بالتدريس مما أدى بعد ذلك الى تطوير وتوسيع ماريانا لإصول علم التدريس.
وفهمت ماريانا أن الإنسان منذ ولادته الى موته يجب أن يكون مركز اهتمامها وبالفعل كانت هي وصديقاتها مهتمات بزيارة المرضى وإراحتهم ومصاحبتهم ومواساة من هم على ضفاف الموت.
في 15 ديسمبر 1902 البنات اللاتي كن يتبعن ماريانا قد وصلوا بالفعل الى خمسة ومعا لبسن الزي الرهباني.
وأخذت ماريانا إسم الراهبة ماريا مارجريتا صاحبة القلب الأقدس
وفي يوم 17 اكتوبر 1905 كرست هي وأخواتها أنفسهن لله بالنذور الأولى وتمت تسمية أسرتها الجديدة (مؤسسة الأخوات الصغيرات لقلب يسوع الأقدس.
كانت أعمال الراهبة مارجريتا أعمالا جاذبة للناس لدرجة أن البلدان الأخرى كانت تبحث عن تلك المؤسسة.
وأخذ مجتمع الراهبات في التوسع وفي عام 1910 تم إفتتاح أول بيت فرعي في لاسترا اسينيا بالقرب من فلورنسا حيث تقدم الراهبات خدماتهن في حضانة المدينة.
وفي السنوات التالية فتحت بيوتا جديدة. كانت كل خطوة تخطوها يداخلها الخوف وعدم الثقة بالنفس ولكنها كانت تشعر بسعادة غامرة عندما تتحقق مشيئة الله عن طريق بناتها.
وقد كانت الأعوام بين 1915 و1918 أعوام سيئة للغاية بسبب الحرب العالمية الأولى.
هذه اللحظة المخيفة هي التي دفعتهم الى الذهاب الى أي مكان يحتاج مساعدتهم. أمام هذه الحالة الطارئة كانت الآم كايانى جاهزة تماما لوضع مساعدة المصابين في قمة أولوياتها قبل احتياجات المؤسسة.
وقد قامت الراهبات بتقديم المساعدة الطبية في عدة مستشفيات في توسكانا.
توفيت الأم مارجريتا في يوم 8 اغسطس من عام 1921 في مدينة فلورنسا عن عمر يناهز 58 عام وفى 23 أبريل 1989، أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني لها الطوباوية في ساحة القديس بطرس في روما.