أزمة الكهرباء تدفع الولايات المتحدة والصين لاستهلاك معدلات قياسية من الوقود
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، زيادة استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير في ظل موجات الحر القياسية التي تضرب الولايات المتحدة والصين ودول أخرى، حيث تتجه دول العالم لحرق المزيد من الوقود لمواجهة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الناجم عن الموجة الحارة.
وتابعت أن الولايات المتحدة سجلت أرقامًا قياسية لاستهلاك الغاز الطبيعي هذا الأسبوع في محطات الطاقة التي تحافظ على تشغيل مكيفات الهواء في البلاد، وفقًا لتقديرات S&P" Global Commodity Insights".
الحلقة المفرغة
وقالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الخميس الماضي، إن محطات الطاقة في الصين تحرق المزيد من الفحم لمواكبة احتياجات الكهرباء، ما يساعد على تلبية وتيرة قياسية في الطلب هذا العام على أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون في العالم.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الطلب يغذي ما تسميه هيئة مراقبة الطاقة في باريس "الحلقة المفرغة" التي تزيد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ومع تنامي موجات الحرارة واشتدادها فإنها تخلق المزيد من الطلب على الوقود الأحفوري، مما يزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تزيد من حدة الحرارة الشديدة في جميع أنحاء العالم.
وتابعت أن شبكات الكهرباء في العالم لا تزال تعتمد بشكل كبير على الغاز والفحم، ما يعقد جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومات الأخرى لتقليص استخدامها من الوقود الأحفوري، فعلى الرغم من الالتزامات المناخية، تواجه الحكومات ضرورات فورية لمنع انقطاع التيار الكهربائي والارتفاع الهائل في أسعار الطاقة لتبريد المباني وحماية الأفراد من الظروف التي تهدد حياتهم.
وقال جيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "إن تقدير كمية الطاقة التي نحتاجها مرتفعة لأن التبريد يحتاج إلى الارتفاع، هناك مفارقات مأساوية في جميع أنحاء الفضاء المناخي".
وتابعت الصحيفة أنه يمكن أن تتفاقم المشكلة مع إضافة فقراء العالم لأنظمة التبريد، حيث قالت وكالة الطاقة الدولية، الأسبوع الماضي، إن عُشر سكان العالم البالغ 2.8 مليار نسمة فقط لديهم مكيفات هواء بالفعل، وهو محرك محتمل ضخم للطلب الجديد على الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تزداد بالفعل في العالم النامي.
في العام الماضي، جاء ما يقرب من خُمس الزيادة العالمية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من زيادة الطلب على الطاقة أثناء الطقس الحار، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية في مارس، حيث خلص تقريرها عن ثاني أكسيد الكربون العالمي إلى أن موجات الحر في الصيف كانت السبب الرئيسي في أن الولايات المتحدة والصين، أكبر دولتين مصدرتين للانبعاثات في العالم، لم تخفضا انبعاثاتهما لهذا العام.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن استهلاك الغاز في الولايات المتحدة هو السبب الرئيسي، حيث ارتفع إلى المباني المبردة مع بلوغ الطلب على الكهرباء ذروته.
وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن أن شهر يوليو هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وعادت اتجاهات العام الماضي للظهور وتضخمت، حيث يصيب الطقس الأكثر سخونة في الصيف أجزاء من الولايات المتحدة، وتعرض أكثر من 180 مليون شخص لتنبيهات الحرارة من الشمال الشرقي إلى الصحراء الجنوبية الغربية يوم الجمعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحرارة الشديدة دفعت الطلب على الغاز الأمريكي في محطات الطاقة يوم الأربعاء إلى كسر الرقم القياسي الذي سجله قبل عام واحد فقط، ثم كسره مرة أخرى يوم الخميس، حيث ارتفع بنسبة 3.6 في المائة في يوم واحد إلى أكثر من 52 مليار قدم مكعب، وفقًا لـS&P Global Commodity Insights، حيث يُظهر تقديرها الأولي أن استخدام يوم الجمعة من المرجح أن يكون ثاني أعلى معدل على الإطلاق.