"الحرارة كلها هنا يا تحية".. حكاية نصف ساعة تزوج فيها رشدى أباظة وكاريوكا
تحل هذه الأيام ذكرى رحيل الدنجوان رشدي أباظة، وفي كتابه "الدنجوان.. رشدى أباظة أسطورة الأبيض والأسود" يحكي الكاتب الصحفي أحمد السماحي العديد من المواقف عن الفنان الكبير، وذكر قصة زواجه من تحية كاريوكا".
الدنجوان
يقول: "كان رشدي أباظة (الدنجوان) غواصًا في بحر النساء، يغادر قلبًا إلى آخر، ويسدل الستار على قصة ساخنة ليبدأ فصول حكاية غرامية جديدة، ولكن الأمر لم يكن بالنسبة له مثيرًا بهذا القدر، فثمة حزن ظل يسكن هذا القلب الجريح ويدفعه دائمًا إلى البحث عن الحب الحقيقي، وفي غمرة البحث كان العذاب هو النهاية الحتمية لكل قصة حب، وكأن (الفتى الأباظي) مكتوب عليه أن يبحر بعيدًا وراء وهم يعرف ملامحه وقسماته، ولكنه يخطئ طريقه دائمًا، وهكذا كان عليه أن يواصل البحث وهو يعيش بين الناس بجرحه النازف الذي لا يدركه أحد".
تحية كاريوكا
ويضيف: غير أن النجمة الراقصة (تحية كاريوكا) كانت قصة أخرى في حياة "الدنجوان"، فهي ليست "آني برييه" أو "فلورانس" أو حتى "كاميليا" نجمة الإغراء والأنوثة، فقط كانت "تحية كاريوكا" بدون ألقاب أو أوصاف.. مزيجًا نادرًا من الجمال والشقاوة و"جدعنة" بنت البلد المعجونة في خفة الظل والإثارة، كان "رشدي" مثل كل رجال هذا الزمن يخشى النظر إلى عينيها، فقوة شخصيتها وأنوثتها الطاغية تجعل ذلك أمرًا صعبًا للغاية، لذا كان طبيعيًا أن يستدعي "رشدي" الأسلوب الأباظي القديم في مواجهته معها، ففي تلك السهرة بمنزل مدرب الرقص "إيزاك ديكسون" شعر الفتى الأباظي بأن تيارًا جامحًا من الانجذاب يجرفه إليها، ولأن النظر إلى عينيها لا يجب أن يطول، فقد "خطف" نظرة مفعمة بالدفء، ثم تجاسر وألقى برجولته على أعتاب أنوثتها.
تتجوزيني يا تحية
ويواصل: قالها "رشدي أباظة" ببساطة تخفي وراءها صراعًا عنيفًا وخوفًا جارفًا "تتجوزيني يا تحية"، ولكن هذه البساطة وذلك الصراع لم يجدا لدى "تحية كاريوكا" سوى تلقائية وخفة بنت البلد، حيث رفعت يدها إلى جبهته، وتحسستها وهي تقول بلهجة ساخرة "أنت سخن ولا إيه يا رشدي"، فالتقط يدها ونقلها من "جبينه" إلى صدره، وقال بنفس اللهجة "الحرارة.. كلها هنا يا تحية" ، وكان طبيعيًا أن تتعامل "تحية" مع الأمر كدعابة وتحاول تلمس مدى جدية هذا الشاب "المجنون"، فوقفت بسرعة ونادت على كل الموجودين في منزل "ديكسون" وبنفس اللهجة الساخرة .. قالت:
يا جماعة.. سمعتم آخر خبر؟!
فردوا بصوت واحد:
إيه.. يا تحية؟
فقالت بضحكة صارخة:
تتصوروا إن رشدي عايز يتجوزني؟!
ويتابع: وتوقعت "تحية" أن يتعامل الجميع مع الأمر باستخفاف باعتباره "نكتة" السهرة وينتهي الأمر عند هذا الحد، ولكن ما حدث كان غير ذلك، فقد هللوا جميعًا ونطقوا في صوت واحد "مبروك.. يا تحية"، وبينما تسمرت مكانها دون أن تنطق بكلمة واحدة، انطلق "رشدي" إلى الخارج بعد استئذان الحضور، لحظات قليلة وعاد وفي يده "الشيخ حسن" مأذون الفنانين، وبدا الموقف وكأنه مشهد سينمائي هزلي، ولم يكن أمام الاثنين - رشدي وتحية - سوى الرضوخ لمشاعر الانجذاب بداخلهما، وبالفعل تم الزواج، وطبع رشدي قُبلة ساخنة على جبينها.