قبل الاحتفال بعيده.. معلومات مولد الأنبا شنودة رئيس المتوحدين
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، في 14 يوليو 2023، بتذكار وفاة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، بحسب الاعتقاد المسيحي.
ويقول أشرف أيوب، الباحث الكنسي في كتابه عن «مولد الأنبا شنودة»، أنه ولد الطفل شنودة في قرية «شتلالا» بالقرب من أخميم يوم 7 من بشنس عام 333 ميلادية، وكبر القديس وترهبن، وكان لا يأكل إلا عند غروب كل يوم، ولا يتناول إلا القليل جدا، وطعامه كان الخبز والملح والماء، وفي صوم الأربعين المقدسة كان يقتات بالنباتات فقط، وذكر عنه المقريزي: «أنه مراراً كان يطوي الأربعين المقدسة، ولتقشفه الزائد وضعف جسده التصق جلده بعظمه، ومرة في أسبوع الآلام ربط نفسه علي صليب تشبهاً بالسيد المسيح، وكان يصلي كثيراً بدموع غزيرة وتوسلات لأجل جميع الناس خصوصاً الخُطاة، وينام قليلاً من الليل».
وتابع: واهتم القديس شنودة باللغة القبطية، وكانت وقتها لهجة يصعب الكتابة بها، فعمل علي تهذيبها وتنقيتها مما شابها من الآثار البيزنطية، حتى استوت علي يديه لغة وطنية صالحة للكتابة، وكانت تلك بداية الأدب القبطي، وسخَّر علمه وفصاحته فى اللغة القبطية في جهاده الديني والقومي، وإذا به من أبرع من كتب, وأروع من خطب باللغة القبطية، ويكشف هذا عن يقظة الوعي المصري القومي آنذاك، وتدل الآثار الأدبية للقديس - والتي مازالت موجودة إلى الآن - على سعة اطلاعه، وقيل عنه إنه أعظم كُتاب الأدب القبطي.
وجعل «الأنبا شنودة» من الدير الأبيض معهداً دينياً واجتماعيا، واهتم بالمؤمنين جميعاً وفتح لهم الدير ورعاهم روحياً واجتماعيا واستمع إلي شكاواهم وآلامهم. وكان يدعو لاسترداد حقوقهم المسلوبة، ويندد بمظالم الحكام، وكان يسعى للقسطنطينية نفسها أيام الحكم الروماني ليرد حقوق مواطنيه.
وأوحض: وبنى القديس مع الرهبان الدير الأبيض، وبدا استعادة للمدينة المصرية، لأنه بني علي الطراز المصري القديم وان اختلفت طريقة البناء، واستخدموا في بنائه بعض أحجار المعابد الفرعونية القديمة التي كانت موجودة، وأحجار قُطعت من الجبل، لذا نري داخل الدير بعض الأحجار محفورا عليها نقوش مصرية قديمة.
وتابع: والبناء الحجري المستطيل يطلق عليه في العادة اسم الدير، وهو كنيسة الدير، أما الدير وأماكن إقامة الرهبان والمطابخ والمخازن، فكانت بجوار الكنيسة الحالية لكن كل هذا تهدم وبقيت الكنيسة الحالية, التي تسمي الدير، وتعتبر من أفخر الكنائس التي بقيت في مصر والأثر الرئيسي للمسيحيين.
وأضاف: يوم 7 أبيب والذي يوافق 14يوليو، يتم الاحتفال بذكري وفاة القديس ويستمر الاحتفال بمولده من هذا اليوم لمدة شهر سنويا، وهو المولد المسيحي الوحيد في مصر كلها الذى يطول الاحتفال به إلى هذا الحد، وتظهر في المولد أنشطة روحية واقتصادية وترفيهية وعلاجية.
وتابع: و«زفَّة الأيقونة» من أهم مظاهر المولد القبطى حيث يتقدم الأسقف أو كبير الكهنة ممسكًا بيده الصليب يبارك الشعب الواقف، ويحمل أحد الشمامسة «أيقونة القديس الأنبا شنودة»، وخلفها تسير مجموعة كبيرة من الشمامسة بزي خاص، ويحملون الصلبان، ويخرج الموكب من كنيسة الدير ويطوفون وسط الألحان القبطية بآلات الموسيقى الكنسية.
وأوضح: يتدافع الآلاف من الشعب لأخذ بركة القديس بلمس الأيقونة وتقبيلها، ويسير الموكب المهيب حول الدير ثم يعود مرة أخرى إلى الكنيسة على مساحة عشرة أفدنة، وأثناء الموكب تقوم مجموعات كبيرة من الشباب المتحمس بهتافات للقديس فى صورة انفعالية وعاطفة متأججة، ويقود أحد الشباب الهتاف وترد عليه الجموع. الصلاة والدعاء وأول ما يفعله الزائر عند دخوله الكنيسة الوقوف بخشوع أمام الهيكل ويصلي، ويبدأ صلاته دائما برسم علامة الصليب، ويشكر الله على نعمته ثم يدعوه، ويشمل ذلك الطلبات التى يحتاجها أو المشاكل التى يمر بها، ويتشفع بالقديس فى كل طلباته.
وواصل: يعتقد البعض أن الصلاة فى هذا الوقت من أيام السنة (موسم الاحتفال) وفى هذا المكان مُحققة ومُجابة، بعد ذلك يقف الزائر أمام «أيقونة القديس»، وهي تعبير عن روح القديس التي لاترى ولا تحس، وهي في الواقع لا تمثل الشخص الميت، بل الشخص الحي، ويقف الزائر أمامها بخشوع ويتضرع ويصلى إلى الله ويتشفع بالقديس ويدعو القديس، بل قد يصل الأمر إلى معاتبته، ثم يوقد الشموع أمام أيقونة القديس ويكتب له الرسائل.
تابع: وتعتبر الموالد مناسبة مهمة لتعميد المواليد، والمعمودية من الطقوس المسيحية الأولى التي تقام للأطفال الأقباط، وتقدم النذور والأضاحي في هذه المناسبة، وينتشر في الموالد بائعو الفول السوداني والحمص، والحلوى، والخروب وهي أشياء يحرص عليها الزائر عند عودته.