بدر عبدالعاطي: انعقاد مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي قبل نهاية 2023
قال سفير مصر لدى بلجيكا ولوكسمبورج ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والناتو السفير بدر عبدالعاطي، إن مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد، سيعقد قبل نهاية العام الجاري ببروكسل برئاسة وزير الخارجية سامح شكري عن الجانب المصري والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل عن الجانب الأوروبي.
وأضاف "عبدالعاطي" - في لقاء مع الوفد الصحفي المصري الذي يزور بروكسل حاليا - أن مصر تعد شريكا رئيسيا للاتحاد الأوروبي..موضحا أن هذا الزخم في العلاقات سيتوج بانعقاد هذا الاجتماع، موضحا أن مصر هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي أنهت اجتماعات اللجان الفرعية الست، بالإضافة إلى اجتماع لجنة المشاركة بنجاح تمهيدا لاجتماع مجلس المشاركة وهو ما يؤكد على الزخم الكبير في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن اجتماع مجلس المشاركة سيعقد بعد مرور أكثر من عام، على إقرار وثيقة أولويات الشراكة بين الجانبين والتي تحدد أولويات التعاون حتى عام 2027، وتتضمن قطاعات ذات أهمية بالنسبة لمصر والاتحاد، ومن بينها الطاقة وأمن الطاقة والزراعة والأمن الغذائي والبنية الأساسية، كاشفًا عن أنه يتم العمل حاليا على توجيه برامج التمويل الأوروبي في اتجاه المشروعات التي تقع في هذه المجالات.
ولفت إلى أن الطاقة تعد حاليا أهم قطاع للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي بما في ذلك الطاقة الأحفورية والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة، موضحًا أن مصر باتت من ضمن أكبر عشر دول بالعالم مصدرة للغاز المسال للاتحاد الأوروبي.
وعن حجم التبادل التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي، قال سفير مصر ببروكسل، إن الصادرات المصرية إلى الاتحاد زادت بنسبة 176%، مشيرا إلى أن مصر لديها الآن طفرة في الكهرباء وهناك مشروعات محددة يتم مناقشتها حاليا داخل المفوضية الأوروبية، أهمها مشروع الربط بين مصر واليونان لنقل الكهرباء بسعة 3 آلاف ميجاوات من مصر، وجميعها من مصادر طاقة جديدة ومتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك مشروع آخر يتم النظر فيه حاليا للربط مع إيطاليا عن طريق الكابل البحري.
وأوضح أن مصر أصبحت الآن مصدرا أساسيا للطاقة ليس بالنسبة للغاز المسال فحسب ولكن أيضا للكهرباء، مؤكدا على أهمية التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء..مذكراً بأن مصر وقعت 3 اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة وهي الاتفاق الثلاثي والإعلان المشترك، الذي تم التوقيع عليه على هامش مؤتمر المناخ بشرم الشيخ ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يحتاج ما بين 10 إلى 12 مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر، ومصر هي أحد مراكز الإنتاج وتصدير الامونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.
ونوه بأن ذلك يعكس أن مصر دولة مستقرة تخطو بخطى واسعة في عملية التنمية والتطوير والتحديث السياسي والاقتصادي، مضيفًا أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي كانت في الماضي تقليدية ولكنها أصبحت الآن تتضمن محاور جديدة وهامة.
وقال إن الجانب الأوروبي مهتم بالمشروع القومي الخاص بتحويل قناة السويس إلى ممر أخضر وأن تكون كل الاستثمارات التي تتم حول قناة السويس بالطاقة النظيفة.
وبخصوص الحوار الوطني..أوضح عبد العاطي أن إطلاق الحوار الوطني محل تقدير من الجانب الأوروبي، مشدداً على أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ومصر وبلجيكا شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وأيضا مع لوكسمبورج وحلف الشمال الأطلنطي (الناتو)، وهو ما تعكسه الزيارات المتعددة المتبادلة، وكان آخرها تلك التي قام بها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الأسبوع الماضي إلى القاهرة، وأيضا قيام الجنرال بريجا رئيس اللجنة العسكرية بالاتحاد الأوروبي بأول زيارة من نوعها إلى القاهرة في تاريخ العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي حيث التقى مع عدد من كبار المسئولين.
وأشار "عبدالعاطي"، إلى أن هذه الزيارات تعكس الزخم الذي تشهده العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى انعقاد جلسة الحوار السياسي بين الجانبين بالقاهرة في أول يونيو الجاري.
وقال إن الفترة الماضية أيضا شهدت تدشين الرئاسة المشتركة لمصر والاتحاد الأوروبي للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، خلال الاجتماع الذي انعقد بالقاهرة برئاسة وزير الخارجية سامح شكري ونائب سكرتير عام جهاز الخدمة الخارجية بالاتحاد الأوروبي السفير تشارلز فيس..مذكرا بأن هذه هي المرة الأولي التي ترأس فيها مصر والاتحاد الأوروبي هذا المنتدى، وهو ما يعكس أيضا مدى الثقل الذي تتمتع به مصر وتقدير النجاحات الكبيرة التي حققتها مصر في مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أنه في ضوء العلاقات الوطيدة بين الجانبين، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي بباريس مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.. مبرزا التقدير الكبير الذي تحظى به مصر لدى الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الدور الكبير الذي تقوم به مصر، وخاصة في ظل ما تشهده المنطقة حاليا على خلفية تطورات الأوضاع في السودان وكذلك الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
وأضاف أن هناك اتصالات على أعلى مستوى وتفهما أوروبيا لحجم التحديات التي تواجهها مصر في ضوء استضافتها لحوالي 9 ملايين لاجىء وأكثر من ربع مليون من السودان الشقيق.
وأوضح أن هناك اقتناعا أوروبيا بأن ما تنعم به مصر حاليا من استقرار والتطور الاقتصادي الضخم الذي تشهده والمشروعات الكبرى، التي يتم تنفيذها واستعادة مصر لدورها الإقليمي هو نتاج لثورة الثلاثين من يونيو.
ولفت سفير مصر ببلجيكا، إلى أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال الاستثمار..مضيفا أن يتم حاليا الإعداد لمؤتمر كبير للترويج للاستثمار في مصر، خاصة في ضوء الخطوات الكبيرة والقرارات الهامة التي تم اتخاذها مؤخرا وخاصة تشكيل المجلس الأعلى للاستثمار.
وقال سفير مصر ببروكسل إن الجانب الأوروبي وافق لأول مرة على تقديم ضمانات للاستثمار، مشيرا إلى أن السفارة على تواصل مستمر مع الاتحاد الذي يشمل كل الشركات والقطاع الخاص، في الدول الأعضاء الـ27 والغرفة الأوروبية التي تضم اتحادات الغرف التجارية في الدول الأعضاء.
ولفت إلى التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة غير الشرعية حيث يدرك الجميع أن مصر تتحمل أعباء تفوق قدرات دول كثيرة، لاسيما مع وحود حوالي 9 ملايين لاجىء على أراضيها وتدفق أكثر من 250 ألف وافد من السودان الشقيق منذ اندلاع الأحداث المؤسفة.
وحول الاحتفال العام المقبل بمرور 20 عاما على التوقيع على اتفاق المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي في عام 2004، قال السفير إن وزير الخارجية نقل للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي أهمية إعادة مراجعة اتفاقية الشراكة بعد مرور 20 عاما على توقيعها.
وأشار إلى أن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي، والجانب الأوروبي على دراية واسعة، بما تشهده مصر من عملية تطور شامل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالطبع الخطوات الكبيرة التي اتخذتها الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث مر عام على إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.