تعزيز التنسيق السياسي.. كيف تطورت العلاقات المصرية الفرنسية في عهد السيسي؟
تنعقد غدًا الخميس، فى العاصمة الفرنسية باريس، على مدار يومين، قمة دولية تحت مسمى "من أجل ميثاق مالى عالمى جديد"، بهدف إرساء قواعد نظام مالى جديد يكون أكثر عدلًا وتضامنًا، لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، لعل أبرزها الحد من الفقر ومواجهة التغيرات المناخية وحماية التنوع البيئي.
تنطلق قمة باريس في قصر "برونيار"، بمشاركة أكثر من 300 من رؤساء الدول والحكومات، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى جانب مسئولي كبرى المنظمات الدولية وممثلي المؤسسات المالية العالمية وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني، كما ستسمح القمة بإجراء مناقشات على أعلى مستوى بين رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الدولية وممثلي المجتمع المدني والمؤسسات والصناديق والقطاع الخاص.
وترصد "الدستور" تطور العلاقات السياسية بين مصر وفرنسا في عهد الرئيس عبد السيسي.
تتمتع مصر وفرنسا بعلاقات قوية، فعلى المستوى السياسي تتلاقى المواقف المشتركة بين القاهرة وباريس عبر حوارات ثنائية، خاصة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في لبنان والسودان، كما أخذت الدولتان مواقف متقاربة على مستوى عدد من القضايا، وكذلك التصدي للإرهاب.
العلاقات بين مصر وفرنسا تمتد لعقودٍ، فقد كان للبعثة العلمية التي رافقت الحملة الفرنسية على مصر السبق في فك طلاسم حجر رشيد، وقراءة اللغة المصرية القديمة، وهو الأمر الذي أسهم في التعرف علي حضارة الفراعنة، وفهم ما تركوه من كتابات علي جدران المعابد وعلى المسلات، وشكلت بعثات الطلاب المصريين إلي فرنسا ركنًا مهمًا في بناء الدولة الحديثة في عهد محمد علي وخلفائه من الأسرة العلوية.
وفي العصر الحديث، حافظت مصر وفرنسا علي علاقات متميزة، وذلك على جميع المستويات ومختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.
شهدت العلاقات المصرية الفرنسية منذ تولى الرئيس السيسي طفرة هائلة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، إذ بدأت منذ زيارة الرئيس السيسى لباريس في ديسمبر 2020، وأعقبها زيارة أخرى في مايو الماضى، بالإضافة إلى التواصل المستمر والدائم بين الرئيسين السيسي وماكرون والتنسيق المشترك في الملفات المختلفة.
ظلت العلاقات المصرية الفرنسية طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية.
الزيارات المتبادلة بين البلدين :
فى 2015، شارك الرئيس الفرنسي بصفة ضيف شرف، في تدشين أعمال توسيع قناة السويس الجديدة .
فى إبريل 2016، زار الرئيس الفرنسي مصر.
فى أكتوبر 2017 ، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة رسمية إلى باريس.
في يناير 2019 أجرى الرئيس الفرنسي زيارة لمصر.
فى 2020، زار الرئيس السيسي فرنسا، وتعد هذه الزيارة السادسة للرئيس السيسي إلى فرنسا، حيث يشارك في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية.
في مايو 2021، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لفرنسا للمشاركة في كلٍ من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، حيث استقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه.
في نوفمبر 2021.. زار الرئيس السيسي فرنسا للمشاركة في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، وذلك تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي، وفي ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط مصر وفرنسا، فضلاً عن دور مصر المحوري في دعم المسار السياسي في ليبيا الشقيقة على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي، والتقى الرئيس السيسي على هامش المؤتمر مع ماكرون.
قام الرئيس السيسي في فبراير 2022 بزيارة إلى فرنسا تلبية لدعوة ماكرون للمشاركة في قمة "محيط واحد"، وزار الرئيس السيسي باريس في شهر يوليو من العام نفسه.
وزار الرئيس الفرنسي مصر في شهر نوفمبر الماضي حيث شارك في أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ التي ترأستها واستضافتها مصر بمدينة شرم الشيخ، حيث استقبل الرئيس السيسي في شهر نوفمبر 2022، الرئيس الفرنسى على هامش انعقاد قمة المناخ بشرم الشيخ.
وأشاد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، معربا عن تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر مع فرنسا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بقضايا أمن الغذاء والطاقة، والقطاعات التي تتمتع فيها فرنسا بتميز مثل النقل وصناعة السيارات الكهربائية.