الذهب يواصل التراجع اليوم الخميس.. وعيار 21 يُسجل 2270 جنيهًا للجرام
وسع الذهب خسائره للجلسة الخامسة على التوالي ويسجل أدنى مستوياته في 3 أشهر، وذلك بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي أمس الذي أبقى خلاله على أسعار الفائدة ثابتة كما هو متوقع ولكنه أشار إلى رفع جديد في الفائدة خلال الاجتماعات القادمة للبنك هذا العام.
وانخفضت أسعار الذهب الفورية اليوم بنسبة 0.4% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لـ"جولد بيليون"، عند المستوى 1931 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر عند 1928 دولار للأونصة منخفضاً منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.4% ليفقد أكثر من 26 دولار.
واشار التقرير، إلى أن الذهب فشل في الحصول على أي دعم للعودة إلى التعافي والاستقرار فوق المستوى 1950 دولار للأونصة، وذلك على الرغم من قرار تثبيت أسعار الفائدة عند النطاق بين 5.0% - 5.25%، يرجع هذا إلى كون قرار الفيدرالي يوم أمس قد تم تسعيره بشكل كامل في الأسواق، وكان التركيز الفعلي للمشاركين في الأسواق على بيان البنك وعلى تصريحات رئيس البنك جيروم باول.
وذكر التقرير أن أهم النقاط التي تعرض لها الفيدرالي والتي أثرت على أسواق الذهب بشكل مباشر كانت استمرار البنك في محاربة التضخم والتزامه بوصوله إلى المستهدف 2%، وأن البنك يرى تماسك النمو الاقتصادي الذي رفع توقعات إلى 1% هذا العام من التوقعات السابقة عند 0.4% بعد الأداء الإيجابي الكبير لقطاع العمالة وخلق الوظائف إلى جانب ارتفاع مستويات الأجور الأمر الذي دعم التضخم بشكل أساسي.
وكان رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول قال إن قرار تثبيت الفائدة خلال اجتماعه أمس هو فرصة لدراسة تطورات أوضاع السوق من قبل أعضاء البنك وتقييم الخطوات السابقة، ليشير أن الفائدة ستعود إلى الارتفاع لموجهة التضخم وقد تشهد مرتين من الارتفاع قبل نهاية العام.
وقال تقرير جولد بيليون أن من النقاط الهامة هو عدم نية البنك الفيدرالي خفض الفائدة خلال هذا العام، على أن يكون خفض الفائدة خلال عامين وسيكون مناسب عندما يبدأ التضخم في الانخفاض بوتيرة سريعة.
مخطط أسعار الفائدة الذي يصدر كل ربع سنوي عن البنك الفيدرالي، يكشف أن أعضاء البنك يتوقعون ارتفاع الفائدة إلى المستوى 5.60% بنهاية العام، أي قد نشهد رفع الفائدة مرتين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع وفقاً لتوقعات السوق.
وفي النهاية أكد البنك الفيدرالي أن الاجتماعات القادمة ستعتمد على البيانات الاقتصادية المتعلقة بالنمو والتضخم وبيانات قطاع العمالة، وأنه لم يتم اتخاذ القرار الخاص باجتماع البنك القادم في يوليو وأن ذلك سيعتمد على البيانات الاقتصادية.
وأوضح تقرير جولد بيليون أن هذه العوامل ساهمت في ضعف أسعار الذهب الذي يتأثر سلباً بتوقعات رفع الفائدة كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات الحكومية الأمريكية التي تقدم عائد يرتفع بارتفاع معدلات الفائدة.
أما عن تحركات الدولار الأمريكي فبعد أن انخفض يوم أمس وسجل أدنى مستوياته منذ شهر وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، استطاع الدولار أن يقلص جزء كبير من خسائره قبل الاغلاق يوم أمس، وعاد اليوم إلى الارتفاع بنسبة 0.2%.
أيضاً ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية بعد توقعات الفائدة من الفيدرالي ومن الأسواق، حيث ارتفع العائد على سندات لأجل 10 سنوات بنسبة 0.9% للتداول عند 3.826% بالقرب من أعلى مستوياتها منذ بداية شهر مارس. أما عن العائد على السندات لأجل عامين الذي يعد أكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة فقد ارتفع يوم أمس وسجل أعلى مستوياته منذ الأسبوع الأول من مارس عند 4.831%.
تأثير اجتماع الفيدرالي على أسهم شركات الذهب وصناديق الاستثمار
كان لاجتماع البنك الفيدرالي ونظرته لمستقبل السياسة النقدية تأثير سلبي مباشر على الاستثمارات المتعلقة بالذهب مثل أسهم شركات الذهب والتعدين إلى جانب صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب. وانخفضت أسهم الذهب والتعدين بشكل عام بسبب انخفاض أسعار الذهب وبسبب تراجع الطلب على الأسهم التي تتأثر سلباً بتوقعات رفع الفائدة، كونها تفقد جاذبية المستثمرين لصالح أسواق السندات.
وأظهر سهم شركة نيومونت المصنفة الأولى عالمياً باحتياطي من الذهب يصل إلى 96.1 مليون أونصة في إحصاء ديسمبر الماضي انخفاض بنسبة 2% وذلك بعد محاولات التعافي هذا الأسبوع، ولكن عاد الضغط السلبي من جديد ليتداول السهم بالقرب من أدنى مستوياته منذ نهاية أكتوبر الماضي.
أما عن صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب فقد شهدت المزيد من التراجع في أداءها منذ بداية الأسبوع، حيث انخفض صندوق SPDR للاستثمار في الذهب والذي يعد الأكبر عالمياً بإجمالي أصول 60 مليار دولار ليسجل هذا الأسبوع انخفاض بنسبة 0.8%.
الانتعاش في عوائد السندات يكون لها تأثير سلبي على أداء صناديق الاستثمار، خاصة أن البنك الفيدرالي قد أعطى شبه اتجاه للأسواق بعد اجتماعه يوم أمس، لتتهيأ الأسواق الآن لمزيد من رفع الفائدة وهو ما قد ينعكس على الذهب بمزيد من التراجعات خلال الفترة القادمة.
أسعار الذهب في مصر
شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاض تدريجي اليوم، وذلك بعد اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي وتثبيته لأسعار الفائدة كما هو متوقع، بالإضافة إلى إشارته لإمكانية رفع الفائدة خلال النصف الثاني من العام الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب عالمياً ومحلياً. وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الخميس 2270 جنيهًا للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب 18160 جنيهًا.
عودة الارتباط الجزئي بين تسعير الذهب المحلي والعالمي ساهم في استمرار هبوط أسعار الذهب في مصر لتتبع مثيلتها العالمية بعد اجتماع الفيدرالي يوم أمس، هذا بالإضافة إلى استقرار الطلب المحلي بعد انتهاء موجة الطلب الضخمة السابقة التي دفعت أسعار الذهب إلى أعلى معدلاتها التاريخية عند 2800 جنيه للجرام. وفق جولد بيليون.
تشهد أسواق الذهب المحلية استقرار منذ بدأت تنفيذ مبادرة السماح بواردات الذهب بدون رسوم جمركية والتي سمحت بدخول 194 كيلو جرام من الذهب خلال الشهر الأول من المبادرة التي تستمر لمدة 6 أشهر، مع توقعات بتزايد الواردات خلال فترة الصيف.
من جهة أخرى التحركات الحكومية الأخيرة في ملف بيع الأصول المملوكة للدولار لتوفير النقد الأجنبي ساهم بشكل كبير تحقيق بعض الاطمئنان في الأسواق وهو ما انعكس بالسلب على أسعار الذهب الذي يعد ملاذ آمن في أوقات الأزمات، ولكن التحركات البطيئة للذهب في الهبوط تعني استمرار الحذر والترقب في الأسواق.