أبرز 5  كتب في السيرة الذاتية للسينمائيين

كتب السيرة الذاتية هي أكثر الأعمال الإبداعية التي تمثل واقع مبدعيها وتنقله، تنقل بالضبط أسطورتهم الشخصية، انطباعاتهم عما يتلبسهم من أفكار قد تصير قيد النسيان والتجاهل مع الوقت، البعض يمرر سيرته عبر كتاباته الإبداعية، يصبح ظلا لأبطاله أو العكس.

هنا نتذكر ما قاله الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور: “كتابة السيرة الذاتية هي فن الذاكرة الأول، لأنها الفن الذي تجتلي فيه الأنا حياتها صراحة وعلى نحو مباشر، مسترجعة هذه الحياة في امتدادها الدال”، عن أهم وأبرز السير الذاتية التي كتبها أو تناولت حياة مخرجي السينما في العالم في هذا التقرير.

 سيرة المخرج الروسي سيرجي إيزنشتاين "مذكرات مخرج سينمائي"

 واحدة من أهم وأبرز الكتب في السيرة الذاتية  جاءت للمخرج الروسي سيرجي إيزنشتاين، والتي جاءت تحت عنوان "مذكرات مخرج سينمائي" الصادرة عن دار المدى ومن ترجمة  المترجم أنور المشري.

  يعد سيرجي إيزنشتاين  أحد أهم المخرجين في تاريخ السينما عمومًا، وأهم ما قدمه للسينما هو تطوير فن المونتاج.وُلد آيزنشتاين في لاتفيا عام 1917، وانتقل مع أمه سريعًا إلى سان بيترسبرغ حيث نشأ، ومثلما كانت أفلامه مؤثرة إبَّان نشأة الاتحاد السوفييتي، كان للثورة البلشفية نفسها تأثير كبير عليه غيَّر مسار حياته، إذ كان يُعِد نفسه لمتابعة مسيرة والده في مجال الهندسة، لكنه التحق بالجيش، وكانت هذه أولى مراحل ميلاده.

كيف أصبحت مخرجًا سينمائيًا 

كل إنسان يعرف أنه من المحتمل للمرء الذي يجرب نشوة الإبداع مرة ألا يستطيع أن يحرر نفسه أبدا من سيطرة الفن هكذا رأى إيزنشتاين عبر اشتغاله بالفن وتجريبه وكان لفيلم "المدرعة بوتمكين" دور كبير في تفجر طاقاته الإبداعية.

يشير إيزنشتاين إلى الأسباب التي حرضته ليصبح مخرجا سينمائيا  فيقول "انطباعان متلاحقان، كصاعقتين، هما اللذان قررا مصيريا، كان الأول مشاهدتي لمسرحية" توراندوت: التي أخرجها كوميارزفسكي وقدمها مسرح نزلويين خلال جولته في ريجا عام 1913، فيما أعتقد.

ويتابع "جاءت اللطمة الثانية، وكانت الحاسمة القاطعة، من مسرحية" ماسكاريد "التي قدمها مسرح الكسندرنسكي السابق في بطرسبرغ، فبلورت حنيني إلى استبدال المسرح بالهندسة.

يشير إيزنشتاين إلى بداياته التي جاءت مع المسرح، جاءت البداية بالعمل كمصصم للمناظر بمسرح الثقافة الشعبية، ومن بعد عمل مخرجا مسرحيا ، ثم أصبح مخرجا سينمائيا؟

يضم الكتاب عددا من المقالات التي تهدف إلى مساعدة صانعي الأفلام على السيطرة على كل قدرات وإمكانات السينما، وقد قسم سيرجي إيزنشتاين كتابه إلى أربعة أجزاء رئيسية" عن نفسي وعن أفلامي "مشكلات إخراج الفيلم، صور فنانين، رسوم واسكتشات رسمها سيرجي لأفلامه، استعرض من خلالها بداياته الفنية وكيف أصبح مخرجا سينمائيا، وعددا من مشكلات إخراج الفيلم مثل، الوحدة العضوية والانفعال النفسي في تكوين الفيلم، بالإضافة إلى عرض بعض التجليات الفنية لعدد من الفنانين مثل (شارلي شابلن، بروكنييف، إدوارد يتسع، وغيرهم.

  "شرنقة شاهين" لخيرية المنصور

 رصدت المخرجة العراقية خيرية المنصور، تفاصيل تجربة عملها مع المخرج يوسف شاهين، عبر كتابها “شرنقة شاهين”، الذي صدرت طبعته الثانية قبل عن دار أطياف للنشر والتوزيع ، وقد كتب مقدمة الكتاب، الإعلامي الدكتور محمد الباز، وجاء الكتاب في 222 صفحة من القطع  المتوسط.

تروي “المنصور”، جانبًا من مشوار المخرج يوسف شاهين عبر فصول الكتاب، مؤكدة أهمية الدور الذي لعبه بصورة خاصة في مسيرتها المهنية بشكل خاص.

قدم الكتاب الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، وجاءت المقدمة تحت عنوان “اقتراب خاص" السؤال عندي والإجابة عند خيرية المنصور.. ما الذي رآه المخرج الكبير يوسف شاهين في هذه الشابة العراقية حديثة التخرج، التي كانت تعمل إلى جوار المخرج الكبير توفيق صالح في فيلم "الأيام الطويلة" ليطلب منها السفر إلى القاهرة لتعمل معه، وتكون إلى جواره، وهو يواصل إبداعه وتفرده السينمائي.

داوود عبد السيد.. سيرة سينمائية"

رصد الناقد الفني والروائي محمود عبد الشكور والصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع٬ من تأليف محمود عبد الشكور. ويتناول الكتاب في 300 صفحة من القطع الوسط٬ مفاتيح عالم هذا المخرج الكبير وأسئلته، والأفكار المحورية التي يعبر عنها، وملامح مشروع داوود السينمائي كما ظهرت في أفلامه، مع تحليل تفصيلي وشامل لكل أعماله، تسجيلية وروائية، وملف كامل بصور نادرة عن كواليس تصوير هذه الأفلام.

"يأخذنا كتاب" داود عبد السيد سيرة سينمائية "إلى عالم المخرج داوود عبد السيد أحد أبرز مخرجي جيله، وصاحب مجموعة من الأفلام المهمة.

يعيد عبد الشكور  عبر الكتاب قراءة مشوار داود عبد السيد السينمائي شكلا ومضمونا، منذ تخرج داوود من معهد السينما، وعمله في مجال الأفلام التسجيلية، ثم انتقاله إلى عالم الفيلم الروائي الطويل، وتعاونه مع أجيال مختلفة من الممثلين".

يقدم الكتاب مفاتيح عالم هذا المخرج، الذي يبدو كمشروع سينمائي متكامل، محوره، كما يوضح فكرة تحطيم أغلال الإنسان، سواء التي فرضت عليه، أم تلك التي فرضها على نفسه، مع اختبار تلك الأفلام لثنائيات متكررة مثل العجز والقدرة، والمراقبة والتورط، من خلال دراما حافلة بالشخصيات والتفاصيل.

أوراق محمد بيومي.. الرائد الأول للسينما المصرية 

كتاب "أوراق محمد بيومي.. الرائد الآل للسينما المصرية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، دراسة أعدها وجمعها المخرج الراحل دكتور كامل محمد القليوبي.

وضم الكتاب مجموعة كبيرة من الوثائق الشخصية والمذكرات والرسائل والمقالات والصور الخاصة بمحمد بيومي. يأتي الكتاب في إطار استكمال لمشروع الراحل محمد كامل القليوبي في اكتشاف سيرة رائد السينما المصرية والتأريخ لها والتعريف بها. الكتاب يستعرض حياة حافلة لرائد السينما المصرية الأول.

يقول القليوبي“ محمد بيومي هو أول وأهم الصفحات الضائعة في التاريخ المجهول للسينما المصرية، وهو أيضا بداية المسار الحقيقي لها الذي تم إجهاضه والتنكر له... ولقد أدى العثور على الأعمال السينمائية الأولى للسينما المصرية بالإضافة إلى الوثائق المهمة التي صاحبت هذا الكشف، إلى أن يفيد في تصحيح تاريخ السينما المصرية الذي تم تناوله على نحو خاطئ لسنوات طويلة”

 مذكرات صلاح أبو سيف 

تحت عنوان "مذكرات صلاح أبو سيف" صدرت سيرة مخرج الواقعية المصرية  المخرج صلاح أبو سيف عن دار ريشة للنشر والتوزيع بقلم الكاتب الصحفي عادل حمودة.

وصف الكاتب الصحفي عادل حمودة صلاح أبو سيف بأنه "نجم من طراز خاص وواقعي... لا يعرف الوهم... ولا يدمن الكذب... غير متنوع الوجوه ولا يميل إلى عمليات التجميل والترقيع وشد الجلد، إنه يلمس الأرض دون أن ينسى حقه في التطلع إلى السماء يعرف طول قامته الفنية ويصر على الإضافة إليها".

جاءت في 265 صفحة من القطع المتوسط متضمنة ألبوم صور وأبرز أفيشات أفلام المخرج الكبير صلاح أبو سيف، يؤكد فيها حمودة أن أبو سيف كان أول من أقنع نجيب محفوظ بكتابة السيناريو للسينما مباشرة دون المرور على مرحلة القصة الأدبية.