الأكثر مبيعًا فى "نيويورك تايمز".. قراءة فى كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير
يضع المؤلف وخبير التنمية الذاتية الشهير"جيمس كلير"، في كتابه "العادات الذرية" خلاصة أفكاره والاستراتيجيات الفعالة التي تساعد القراء على تكوين عادات جيدة والابتعاد عن الضارة.
ويعد "العادات الذرية" "Atomic Habits هو الكتاب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، وقد بيع أكثر من 10 ملايين نسخة حول العالم، فما هي العادات الذرية، وفقًا لجيمس كلير؟.
يستهدف هذا الكتاب، الأشخاص الذين يكافحون، من أجل تغيير عاداتهم، فالمشكلة ليست فيهم، وإنما في نظامهم، كما يذكر "جيمس كلير"، فإن الدماغ مصممة لإكمال الأنشطة التي تكون سهلة وتوفر إشباعًا فوريًا، ولهذا يؤسس الكاتب نظامًا جديدًا ليساعد الكثيرين، على تغيير عاداتهم والارتقاء بحياتهم إلى آفاق جديدة.
العادات الصغيرة تحدث فرقًا كبيرًا
عندما يتعلق الأمر بالنجاح، فإن الناس يركزون على الهدف النهائي مقابل الرحلة التي يستغرقونها للوصول إلى هناك، فيعتقدون أن القرارات الكبيرة ستوصلهم إلى وجهتهم النهائية، ولكن يوضح "جيمس": أن هذه الطريقة أبعد عن الحقيقة.
ففي الواقع، "واحد بالمائة" من التحسن كل يوم يعني أنك ستكون أفضل بسبعة وثلاثين مرة مما كنت عليه من قبل، ولكن إذا تراجعت بنسبة واحد بالمائة يوميًا، فسوف تنخفض تقريبًا إلى الصفر، وبعبارة أخرى، العادات الصغيرة هي التي تحدث الفرق الأكبر.
وعلى سبيل المثال، بالتأكيد لن يجعلك تناول قطعة من البيتزا صحتك تسوء، ولكن إذا كنت تأكل شريحة من البيتزا كل ليلة على العشاء، فمن المحتمل أن ترى تغيرًا في الوزن على مدار العام. وبالمثل هذا ما يمكن أن تفعله "العادات الصغيرة" بمرور الوقت.
كيف تتشكل العادات؟
كم مرة تبدأ عادة جيدة، مثل التمرين أو التأمل، لتجد أنه بعد أيام أو أسابيع قليلة أصبحت مجرد متاعب حقيقية؟ تعد العادات تحديًا للتغيير لأن العديد من الأشخاص يحاولون تغييرها بطريقة خاطئة.
ووفقًا للكاتب، فإنه لتغيير عاداتنا يجب علينا أولاً أن نفهم كيف تتشكل العادات؟ يمكن تصنيف عملية بناء العادة إلى أربع خطوات: الإشارات، والشغف، والاستجابة، والمكافأة.
ويقول جيمس كلير: فكر فيما تفعله عندما تدخل سيارتك لأول مرة، ربما تضع المفتاح لتشغيل العربية، وتضع حزام الأمان، وتتحقق من وضع المرايا، ثم تتجه في طريقك، فأنت لا تفكر حتى في العملية، أنت فقط تفعل هذا كل يوم بدون تفكير، أنها أصبحت عادة وتحدث تلقائيًا، إذن فكيف تتشكل العادات؟ تبدأ العادات بإشارة أو محفز للعمل، يرشدك الدخول إلى سيارتك ، ثم الخطوة الثانية هي الرغبة في تغيير الحالة، للذهاب إلى مكان ما، ثم الاستجابة عن طريق القيادة والانطلاق، وتأتي الخطوة الأخيرة في المكافأة، الشعور بالراحة التي تأتي في الوصول إلى وجهتك بأمان.
تصميم بيئة صالحة
يقدم جيمس كلير، مثالًا للسيدة، آن ثورندايك، وهي طبيبة الرعاية الأولية في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، مشيرًا إلى أنها استطاعت تحسين عادات الأكل لآلاف من موظفي المستشفى والزوار ببساطة عن طريق التلاعب ببيئتهم ومحيطهم الخاص.
فقررت "آن ثورندايك" استبدال الصودا بالمياه المعبأة في الثلاجات بجوار ماكينة تسجيل المدفوعات النقدية، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أضافت المياه المعبأة إلى كل محطة شراب من خلال الكافيترا الموجودة بالمكان، وعلى مدى ثلاثة أشهر، زاد عدد المياه المعبأة المباعة بنسبة 25.8 في المائة، بينما انخفضت مبيعات الصودا بنسبة 11.4 في المائة، فمن خلال إجراء تعديلات بسيطة اتخذ الناس خيارات صحية، حيث أصبح شراب الماء أكثر انتشارًا من الصودا.
كما يشير الكاتب إلى أن أقوى قدرة حسية لدى البشر هي الرؤية، فيحتوي جسم الإنسان على ما يقرب من أحد عشر مليون مستقبل حسي وما يقرب من عشرة ملايين مخصصة للبصر وحده، وتعد الإشارات البصرية من أهم الدوافع لسلوكيات الإنسان، لذلك فإن تغيير بسيط فيما ما "نراه" أمامنا يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير في ما نفعله وسلوكنا، واصفًا الكاتب "يمكننا تصميم بيئتنا لصالحنا".
اجعل العادات الجديدة مُرضية
نوه جيمس كلير إلى أهمية اتباع العادات الجديدة بشكل مُرضية، مدللًا حديثته: تفهم الشركات الناجحة هذا المفهوم وتستخدمه لصالحها، على سبيل المثال، حقق مصنعو معجون الأسنان نجاحًا كبيرًا عندما أضافوا النعناع إلى منتجاتهم، سمح النعناع للناس بالاستمتاع بفعل تنظيف أسنانهم لأنه أدى إلى شعور منتعش ومُرضي، إذا لم تكن التجربة مُرضية، فقد لا تتكرر مرة أخرى.