في ذكرى رحيله اليوم.. من هو القدّيس دوروتيو أسقف غزّة
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر اليوم، بذكرى رحيل القدّيس دوروتيو أسقف غزّة.
ومع الاحتفال بذكرى رحيل الأسقف ترصد الدستور أبرز المعلومات عنه.
ولد دوروتيو في أنطاكية لعائلة مسيحية ميسورة، و تلقى قسطاً وافراً من العلم الكنسي وعلوم الدنيا.
شغف بالدارسة حتى كان ينسى الطعام والشراب والنوم، هذا أثر في صحته التي بقيت رقيقة.
لم يكن يتذوق غير القراءة، خاصة الكتب الطبية، مما جعله يعزف عن المعاشرات الرديئة واختلالات الصبى.
نبذ العالم منذ وقت مبكر، و دخل الدير الذى أسسه الأباتي سيريدوس، في واحة ثواطة غير البعيدة عن غزة بجنوب فلسطين .
وأسلم نفسه، بملء الثقة، لعهدة الشيخين القديسين بارسانوفيو ويوحنا، ومع أنه كان يرغب في عزلة كاملة فإن الشيخين أخذا في الاعتبار ضعفه وحالته الصحية، تاركين له التصرف بملكية عائلية صغيرة واقتناء الكتب التي أتى بها إلى الدير. وإذ لم يكن في وسعه أن يتعاطى الأعمال التقشفية وكانت تهاجمه أفكار النجاسة وزوده القديس بارسانوفيو بالنصح والعزاء أوصاه ألا يسلم نفسه لليأس.
على هذا أمكن دوروتيو ، بتشجيع شيخيه ومؤازرة نعمة المسيح، أن يسحق كل أعدائه. وقد علم، بعد ذلك، أن قطع المشيئة هو القادومية المبلغة إلى الكمال.
عُين بواباً للدير واستقبال الضيوف بعد ذلك أسندت إليه المهمة الصعبة أن يؤسس ويدير مستوصف الدير الذي تم إنشاؤه بفضل هبات أخيه في الجسد.
وإذ كان دوروتيو مُعداً إعداداً عجيباً لأداء هذه الخدمة، للدروس الطبية التي سبق له أن تلقاها، انكب عليها بحمية وتجرد كامل. جُرب أكثر من مرة أن يترك الدير التماساً للحياة النسكية، لكن أقنعه القديس يوحنا بالتخلي عن رغبته.
كان بارسانوفيو قد وعد دوروتيو بأنه إن حفظ وصاياه بشأن القرار من الملذات وحرية الكلام والأحاديث البطالة وحفظ المحبة تجاه الجميع وذكر الله فإنه سيأخذ، على عاتقه، خطاياه ونقائصه فيُحصى في عداد "أولاده الحقيقيين الذين ينعمون بالحماية الإلهية". وقد أسندت إليه التنشئة الروحية للشاب.
خرج القديس دوروتيو ليؤسس، ديره الخاص بين غزة ومايوما. هناك ساس تلاميذه وفقاً للروح التي تلقاها من أبويه، بارسانوفيو ويوحنا، وذلك برفق وتمييز ومحبة. وتلقى تلاميذه، كتابة، توجيهاته الروحية التي جمع فيها الرزانة في التعبير إلى الحكمة الفائقة.
توفي بعطر القداسة بين عامي 560 و 580 لم يبق شيء من جسده وقبره وديره ، وربما دمر العرب كل شيء ، عندما احتلوا غزة عام 634. مجموعته الواسعة من الكتابات ، والمحاضرات الروحية ، والمواعظ ، والتعليمات النسكية ، والنصائح المكتوبة المباشرة باقية. للرهبان.