في اليوم العالمي للبيئة
"من أجل المتوسط" يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النظام البيئي الحساس للبحر المتوسط
دعا الاتحاد من أجل المتوسط جميع أصحاب المصلحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النظام البيئي الحساس للبحر المتوسط.
وبحسب التقديرات فإن البحر المتوسط، الذي يحتوي على 1٪ من مياه العالم و 7٪ من جميع المواد البلاستيكية الدقيقة، يتعرض للتلويث سنويا بنحو 570 ألف طن من النفايات البلاستيكية. أي ما يعادل وزن أكثر من 50 برج إيفل من المخلفات البلاستيكية يتم إلقاؤها في بحرنا كل عام. لذا فإنه من المتوقع أن تتضاعف النفايات البلاستيكية أربع مرات بحلول عام 2050، حال استمرار الوضع الراهن .
ويتطلب حل مشكلة بهذا الحجم تبني التزامات وإجراءات عاجلة على المستوى الإقليمي بغية تقليص النفايات المنتجة على الأرض على المدى الطويل. وقد صادق الاتحاد من أجل المتوسط مؤخرا على مشروع "تومالي"، الذي يساهم في الحد من تدفق النفايات إلى البحر المتأتية من السياحة ويضع حلولا لدعم الاقتصاد الدائري ولاسيما تقليل وإعادة استخدام النفايات التي لا يمكن تجنبها في بلدان مثل المغرب وتونس ومصر.
ومن جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل، على ضرورة أن تكون مكافحة التلوث البلاستيكي في صدارة الأجندة السياسية في المنطقة لأنه يقتل الحياة البرية البحرية، ويدمر النظم الطبيعية، ويلوث سلاسل الغذاء البحرية.
وأضاف الأمين العام أن البحر المتوسط باعتباره بحر مغلق، فإن أي تأثير بيئي يحدث له في الشمال يؤثر على الجنوب، والعكس صحيح، مشيرا إلى قناعة الاتحاد الراسخة بأن الحد بفاعلية من القمامة البحرية في البحر المتوسط لن يكون ممكنا إلا من خلال الجهود الجماعية والتعاون بين جميع دول حوض المتوسط والمجتمع المدني".
ومن جانبه قال نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط للمياه والبيئة والاقتصاد الأزرق، المعتز العبادي بأن الاتحاد يعمل على ثلاثة مستويات لمكافحة القمامة البلاستيكية وحماية البحر المتوسط:
أولاً، كمنصة سياسية من خلال الدول الأعضاء بالاتحاد، والتي اعتمدت إعلانين وزاريين طموحين بشأن البيئة والعمل المناخي والاقتصاد الأزرق المستدام في عام 2021.
ثانيًا، من خلال تعزيز حوار سياسي متوسطي لمواءمة وتعزيز اللوائح والإجراءات البيئية.
وثالثًا، عن طريق شراكات تشغيلية ودعم وتقديم المساعدة الفنية للمشاريع الإقليمية مثل مبادرة "مكافحو البلاستيك" أو مشروع "تومالي.
يهدف مشروع تومالي لمكافحة البلاستيك في البحر المتوسط (Plastic Busters) الذي يدعمه الاتحاد من أجل المتوسط منذ عام 2013 إلى زيادة المعرفة بأصل العمليات التي تؤدي إلى التلوث البلاستيكي البحري ومن ثم تقديم توصيات بالسياسات الواجب اعتمادها لدول الاتحاد مع زيادة الوعي بين المجتمع المدني، إذ أظهر المشروع الحاجة إلى التصدي لظاهرة المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بشكل عاجل، والتي تمثل ٨٠٪ من القمامة البلاستيكية الموجودة في البحر المتوسط. وقد أجريت تحليلات بأكثر من 4 مناطق بحرية محمية في البحر المتوسط و ل40 نوعًا ، ووجدت آثار لهذه النفايات ليس فقط على السطح وقاع البحر ولكن أيضًا في النظم الهضمية للعديد من الكائنات المائية، من أنواع السلاحف البحرية إلى الحيتان والرخويات.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأ المشروع منصة رقمية لتبادل البيانات حول القمامة البحرية في البحر المتوسط. وتم تدريب 250 من المتخصصين والأفراد على إدارة القمامة البحرية، بما في ذلك 30 بلدية في شبكة من المدن الساحلية. كما نشرت تقارير تتضمن توصيات وممارسات جيدة لتحسين إدارة القمامة البحرية وحوكمتها. وتشارك حاليا 50 منظمة من منظمات المجتمع المدني في حملات تنظيف الشواطئ.