أهل مصر زمان.. "بائع الجاز" يجوب شوراع الدرب الأحمر بحثا عن زبائنه
مهنة قديمة أصبحت نسيًا منسيًا بعد دخول الكهرباء إلى كل مرافق الحياة العامة والخاصة، مشهد انقرض ولم يعد موجودا، صاحب "عربة الجاز" الذي كان يمر يوميًا على الحواري والشوارع بحثًا عن رزقة وينتظره الجميع، خزان اسطواني ينتهي بصنبور وقُمع معلق في إحدى جوانبه، يدره حمار أو حصان وينادي "جاز اللي عايز جاز".
المشهد المعتاد في السينما والدراما، وجدته “الدستور” داخل حارة درب المقشات بمنطقة الدرب الأحمر، خلف مسجد الصالح، وتحدثنا معه حول تلك المهنة.
بدأ الرجل الخمسيني في بيع الجاز منذ سنوات بعد وفاة والده، لينفق من خلاله على أبنائه: "بيع الجاز ورثتها من والدي وكان منتشر في السنوات الماضية ولكن الوضع اختلف، وكان الناس بتستخدمه في البواجير ولمبة الجاز الناس، ولكن الأن بمر علي أصحاب الورش ومنهم الكبار في السن إلي بيستخدموا البوابير ومحتفظين بها".
يكافح "محمد" في الحياة من أجل أولاده ومن بينهم طالبة في كلية الطب: "لدي أولاد ومن بينهم بنتي تدرس في الجامعة الخاصة وبحاول أن أجمع مصاريف من تلك المهنة ويوميا بنزل من الصباح وليا زباين معينة بروح ليهم ومعايا الحصان بتاعي ودي مهنتي اللى ورثها من أجدادي".
مهنة عم محمد تندثر لأن الوضع تغير وتطور، وهو مستمر في البحث عن رزقه بتلك المهنة، ومع مكسبها البسيط الذي يصل في اللتر الواحد إلى حوالي ثلاث جنيهات، يحاول في المساء أن يجمع بعض الأموال في الأعمال الحر لتجميع أموال لعائلتة التي يعولها ومصاريف الدراسية لأولاده بجانب مهنة بيع الجاز.