رئيس جمعية الأمم المتحدة يحث الأطراف المتصارعة فى السودان على الالتزام بالهدنة
حث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كيروشي، الأطراف المتصارعة في السودان على الالتزام باتفاقات الهدنة من أجل تسوية الصراع وضمان حماية المدنيين وتنقلهم بأمان ومنع العنف من التأثير بشكل سيئ على السودان والبلدان المجاورة.
وقال كيروشي - في تصريح له وفقًا لتليفزيون دولة الكويت اليوم الجمعة على هامش زيارته للكويت والتي تتزامن مع مرور 60 عامًا على انضمام دولة الكويت للأمم المتحدة - إن الأمم المتحدة تسعى إلى إقامة تحالف وتعاون مع الكويت لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وإصلاح مجلس الأمن وإيجاد حلول للأزمات العالمية وأن الكويت والنمسا أنيط بهما في وقت سابق من هذا العام قيادة الإصلاحات في مجلس الأمن.
وأضاف "الكويت تؤدي دورًا رياديًا في هذا الشأن الذي يعد من أصعب المسائل في الأمم المتحدة ويمثل تحولًا هائلًا ومؤثرًا للإنسانية"، مؤكدًا أن التعاون ضروري لمواجهة التحديات العالمية سواء كانت ناجمة عن كوارث طبيعية أو صراعات صنعها الإنسان، مشيدًا بجهود الحكومة الكويتية في هذا الشأن.
وفي الـ14 من مايو الجاري تحل الذكرى الـ60 لانضمام الكويت إلى عضوية الأمم المتحدة عندما أصبحت العضو رقم 111 في ذلك اليوم من عام 1963، وثمّن رئيس الجمعية العامة الدور الذي تؤديه الكويت في المنظومة الأممية، لافتًا إلى أن الكويت تدرك منذ فترة طويلة قيمة الأمم المتحدة وأهميتها للناس في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم يرجع بعضه إلى الجهود التعاونية المكثفة التي بذلت داخل الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الكويت "مساهم كبير وقوة اعتدال ووساطة وعطاء".
وتابع "الكويت منصة لفرز بعض القضايا المطروحة للنقاش بما في ذلك بعض القضايا الإنسانية الصعبة".
وبشأن لقائه مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه تناول بحث قضايا الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة. وأضاف أنه جرى أيضًا بحث الأزمات في سوريا واليمن وأوكرانيا والسودان وفلسطين.
كما تناول اللقاء التحديات التي تواجه أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الـ17 لعام 2030 وأزمة الديون التي تواجه بلدانًا عدة.
من جانب آخر أشاد كيروشي بالتقدم الحاصل في حقوق الإنسان في منطقة الخليج وقال إنه "تقدم مشجع للغاية خصوصًا في فضاء التعليم وتمكين المرأة".
وأضاف "أهنئ الكويت فهي بلد تقدمي للغاية في المنظومة الخليجية عندما يتعلق الأمر بمشاركة المرأة ليس فقط في مجال التعليم، ولكن في الحياة العامة بشكل أوسع".
وفيما يتعلق بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، حذر كيروشي من أن العالم بعيد عن المسار الصحيح في تحقيق تلك الأهداف، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستعقد في سبتمبر المقبل في نيويورك قمة أهداف التنمية المستدامة لمعرفة ما حققه العالم حتى الآن وإيجاد حلول للمسائل التي تنتظر التنفيذ الكامل للخطة.
وأضاف أن "فهم الموقف والمضي قدمًا لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمر مهم للغاية"، مشيرًا إلى أن التطورات المقلقة مثل جائحة كورونا أعاقت تنفيذ الاستراتيجية العالمية الطموحة في هذا الشأن.
وبشأن الصراع في السودان، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن عميق شكره للكويت على المساعدات الإنسانية التي تقدمها إلى السودان، لافتًا إلى أن الكويت كانت من أولى الدول وأكثرها كفاءة في تقديم الدعم للمحتاجين، معربًا عن أسفه على الضحايا والنازحين بسبب هذا الصراع ، مشيرًا إلى أن "الأحداث على الأرض في السودان مقلقة للغاية والأمم المتحدة تحاول نزع فتيل الصراع هناك".
وخلال المقابلة، تحدث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن عدة مسائل منها سبل مواجهة العنصرية في العالم والتعامل مع أزمة اللاجئين، بالإضافة إلى التصدي للآثار المقلقة لتغير المناخ والاحتباس الحراري على جميع البلدان. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أقر كيروشي بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية طويلة الأمد يجب معالجتها من جانب الأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ناقشت في الدورة الحالية عددًا كبيرًا من القرارات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين وقرارًا بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية في غضون عام بشأن وضع الأراضي المحتلة والتزامات المجتمع الدولي تجاه هذه القضية.
وتطرق رئيس الجمعية العامة إلى الأزمة السورية، حيث أعرب عن أمله في التوصل إلى حل قريب لها، مشيدًا بالاجتماع الأخير الذي عقده وزراء خارجية دول عربية عديدة مع الجانب السوري في إطار الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع. كما تطرق رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الحرب الأوكرانية - الروسية، مشددًا على أنه من المهم إنهاء هذا النزاع عبر السبل الدبلوماسية لا العسكرية من أجل العالم.
وأضاف "استمرار هذه الأزمة بالذات قد يؤثر على بعض المنشآت النووية في أوكرانيا مما قد يتسبب في كارثة عالمية لن يكون أحد في العالم بمأمن عنها".
وحول أزمة لاجئي الروهينغا، أشار كيروشي إلى ضرورة إنهاء معاناتهم، ودعا إلى زيادة الدعم للاجئين الروهينغا، مؤكدًا أنه يجب إنهاء هذا الصراع والسماح للروهينغا بالعودة إلى ديارهم في ميانمار كجزء من حل هذا الوضع الإنساني البائس.