بينهم "يناير ورفقته".. من هم شهداء الروم الأرثوذكس في ذكرى الاحتفاء بهم؟
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر اليوم، بذكرى استشهاد كلً من الشهداء يناير ورفقته والقدّيسون ألكسندرا ومن معها، والقدّيس البار أنسطاسيوس السينائي.
وبحسب كنيسة الروم الأرثوذكس، ترصد “الدستور” قصص شهداء اليوم في ذكرى رحيلهم.
ـ الشهداء يناير ورفقته
وُلد القديس يناير في نابولي الإيطالية، هذا وفق ادعاء فريق، فيما يُعيده آخرون إلى بنيفنتو التي صار أسقفاً عليها فيما بعد زمن الاضطهاد في زمن ذيوكليسيانوس قيصربين عامي 284-305.
وفي زمن الاضطهاد قُبض على شماس أسمهُ سوسيوس، هذا كان صديقاً لرجُل الله يناير، فأودع سجن بوزولي وأربعة من الشبان المسيحيين، فلمَّا شاع الخبر بوقوع سوسيو ومن معه في أيدي العسكر وإيداعهم السجن، صمم يناير أن يزورهم حيثُ كانوا ليُعزِّيهم ويُشدِّدهم ويمدَّهم بكل عون روحي دعماً لهم في معركتهم الكبرى، محبَّتُّهُ وغيرتُهُ على خراف المسيح كانت أقوى لديه من خوفه على نفسه، فالشهادة عنده كانت مكافأة.
توجّه يناير إلى سجن بوزولي دونما تردد وخوف تمّم خدمته ولكن شاء الإله أن يلاحظُهُ حفظة السجن فبعثوا إلى تيموثاوس الوالي يخبرونه أن وجيهاً من بنيفنتو زار السجناء المسيحيين، فأمر بإلقاء القبض عليه وسوقه لديه في نولا مقر إقامته.
فلما قبض على يناير قبض أيضاً على شماس الأسقف والقارئ في كنيسته الذين كانا عند يناير، هناك استجوب الثلاثة ونالوا جزءاً من التعذيب. وبعد حين انتقل الحاكم إلى بوزولي وجعل المعترفين الثلاثة يُصفَدون بالحديد ويسيرون على أقدامهم أمام عربته إلى هناك حيثُ ألقوا في السجن عينه الذي ضمّ الشهداء الآنف ذكرهم، لكل هؤلاء حكم عليهم بأمر من قيصر بأن يُلقوا للحيوانات المفترسة، في اليوم التالي وُضعوا أمام الوحوش في مدرج المدنية، ولكن لم يشأ أي من البهائم الدنو منهم.
الحكم بالموت على يناير ومن معه:
لمَّا شاهد الحاكم والمتفرجون ابتعاد الوحوش عن رجال الله، وعدم دنوّها منهم. قالوا: أن في ذلك سحر! لذا حكموا على الشهداء بقطع الهامة، وقد نفذ الأمر في مكان قريب من بوزولي حيث ووريت أجسادهم التراب من قِبل المسيحيين.
نقلُ جسدِهِ في العام 400 للميلاد تمَّ نقل جسد قديس الله يناير إلى نابولي وصار شفيعاً للمدنية.
ـ القدّيسون الشهداء ألكسندرا ومن معها
الكسندرا هي زوجة الإمبراطور ذيوكليسانوس بين عامي 284– 305، هذا كان جندياً من العامة في الجيش الروماني، تمكّن من بلوغ سدّة العرش في العام 284، همّه كان أن يحقّق للإمبراطورية الاستقرار وينهض بها، أوجد ملكية مطلقة تمحورت حول شخصه، كحاكم له صفة إلهية، جعل قصره مطرحاً إلهياً وأسبغ على نفسه صفة القدّسية، مجلس الشيوخ كان خاضعاً له بالكامل. الكل كان عليهم أن يتوجّهوا إليه.
كل الذين كانوا في حضرته كان عليهم أن يسجدوا إلى الأرض، نسب إلى نفسه كرامات إلهية باعتياره نائب جوبيتر كابيتولينوس. أمّن لنفسه جلالة مقدّسة وحمى نفسه بدوائر من الجنود والخصيان ولمّا يسمح لأحد بالدنو منه إلا على الركبتين والجبين على الأرض فيما كان هو يعترش كرسيّه بأحلى الحلل المستقدمة من الشرق الأقصى.
وعلى مثال أوغسطوس قيصر وداكيوس، من قبله، حاول ذيوكلسيانوس أن يستعمل دين الدولة عنصراً موحِّداً للمجتمع. قيل إنه كان يطلب النبوءة من هيكل أبوللو. وذات مرّة اشتكى إبليس المتكلّم في الصنم إنه لم يعد باستطاعته أن يتنبّأ بالمستقبلات لأن "الأبرار" يسبّبون له إحباطاً، ولما استعلم ذيوكلسيانوس عمّن يكون هؤلاء "الأبرار"، علم من كهّان الوثن أنهم المسيحيين. لهذا أصدر في العام 303 أربعة مراسيم جائرة قصد بها أن يُكره المسيحيين على الاشتراك في العبادة الملكية.
أمر بهدم الأبنية الكنسية وإحراق الكتب الكنسية وتطهير دوائر الدولة من المسيحيّين كما سجن الأساقفة ولم يكن ليُطلق سراحهم إلا إذا ضحّوا للأوثان الكل، في الحقيقة، وجد نفسه ملزماً بتقديم العبادة للوثن هكذا استُهل الاضطهاد الكبير. في ذلك الوقت كان القدّيس جاورجيوس اللابس الظفر ضابطاً في الجيش الروماني، فلم يشأ الخضوع لأوامر قيصر. ورد أنه مثَل أمام ذيوكلسيانوس وقرّعه على جرائمه في حقّ "الأتقياء". قُبض عليه وعُرِّض للتعذيب.
زوجة ذيوكلسيانوس، الكسندرا، حضرت فصول ما جرى فتحرّك قلبها وفعلت النعمة الإلهية فيها فتبنّت الإيمان بإله القدّيس جاورجيوس وجاهرت به في الوقت المناسب سُجنت وحُكم عليها بقطع الهامة لكن شاء الربّ الإله لها أن تقضي بسلام قبل حلول ساعة تنفيذ الحكم بحقّها وكان لألكسندرا ثلاثة خدّام، أبوللو وإسحق وكودراتوس هؤلاء سلكوا في إثر سيّدتهم فأمنوا بيسوع وجاهروا به وقد قيل إن كودراتوس قضى بقطع الهامة فيما قضى أبوللو وإسحق جوعاً في السجن.
ـ القدّيس البار أنسطاسيوس السينائي
هو أحد الذين تسمّوا باسم أنسطاسيوس وتكنّوا بـ "السينائي" وورد ذكره في هذا اليوم. في التراث يتحدّثون عن سبعة حملوا الاسم عينه. أنى يكن من أمر فالمحتفى به اليوم كان، كما يقولون، على ثقافة واسعة وتنقّل في مصر وسوريا مدافعاً عن الإيمان القويم ضد بدعة الطبيعة الواحدة له العديد من الكتابات اللاهوتية والتفاسير الكتابية والنصوص التي تورد أخبار الآباء الأبرار في بريّة سيناء.
في أحد مؤلفاته عن القدّاس الإلهي ورد له خبر معروف عن أحد الآباء هذا أمضى حياته في التهاون فلما مرض وأشرف على الموت لم يبدر عنه أي خوف وقلق حتى تعجّب الآباء، لاسيما لما رأوه فرحاً واثقاً، في سلام، فسألوه عن السبب فقال لهم إنه لما عرض عليه الملائكة، في غيبوبة، صكّ خطاياه أجاب أنه يعرف ما في الصكّ جيّداً أنها خطاياه، لكنه لم يدن أحداً في حياته ولا حفظ في نفسه ذكر الإساءات التي ارتكبت في حقّه حتى رحل من العالم بسلام.